يرابط منذ يومين حوالى 400 بطال من شباب حاسي الدلاعة الواقعة حوالى 130 كم جنوبالأغواط من أمام قاعدة الحياة لمؤسسة كوسيدار الواقعة بتراب بلديتهم، مطالبين بإيلائهم الأولوية في التشغيل، مانعين دخول أو خروج أي كان من عمال المؤسسة أو حتى مسؤوليها. ومنهم المدير الذي صدت الأبواب في وجهه أمسية السبت قبل أن يتدخل إمامان اثنان من وجهاء المنطقة توسطا للمغضوب عنهم أمام المحتجين الذين سرعان ما انصاعوا لأوامر التهدئة فاسحين المجال أمام المدير وباقي العمال، قبل أن يجددوا الاحتجاج بداية من سادسة صباح الأحد.للإشارة، وحسب مصادرنا، فإن رئيس الدائرة ورئيس البلدية ومفتش العمل لم يفلحوا جميعهم في امتصاص غضب المحتجين، ما استدعى كما سبقت الإشارة الاستنجاد بالإمامين كوسيطين للمغضوب عنهم، وقد حدثنا ممثل المحتجين من منطلق أن مؤسسة كوسيدار تشغل أكثر من 450 عامل في ورشة العمل TC6 من خارج تراب الولاية مقابل ثلث العدد المشار إليه أو أقل في ورشة TC17 من حاسي الدلاعة التي تجاوز فيها عدد البطالين الرقم 1300. وما زاد من سخط المحتجين أن ذات المؤسسة أصبحت تمارس أساليب التحايل في التوظيف من خلال وضع شروط عمل غير منطقية لتبوء مناصب عمل متواضعة ومتوفرة بسوق الشغل بالمنطقة، ولا تحتاج إلى تأهيل معين، وهي تجاوزات أقرّ بها حتى مفتش العمل على مستوى الدائرة، حسب مصادرنا، ما يستدعي تدخلا رسميا ومسؤولا لوضع حد لمثل هذه التلاعبات في سوق الشغل بالمنطقة، حتى لا تتطور الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن المحتجين يبدو أنهم مصرّون هذه المرة على تأجيج نار الاحتجاج إلى غاية تنفيذ مطالبهم، وهم يحكمون منذ صبيحة الأمس غلق كل منافذ قاعدة الحياة المذكورة، بحضور رجال الدرك الذين يراقبون الوضع في محاولة للوقوف حائلا دون انفلات الوضع وحدوث تطورات أخرى، ويصر الشباب المنتفض على مطلب حضور الوالي وتنفيذ مطالبهم، على شرطين -يقول ممثل الشباب المناهض لسياسة التشغيل المنتهجة- لا يمكن التنازل عنهما لتوقيف الاحتجاج.للإشارة وقبل أيام نظّم عمال شركة ''ساربي'' الإيطالية بحاسي الرمل، غير بعيد عن البلدية المذكورة، وقفة احتجاجية تنديدا بظروف العمل المزرية التي يعيشونها في الشركة المذكورة التي يمارس مسؤولوها سياسة التمييز بين العمال المحليين وغيرهم من القادمين من ولايات أخرى، ومن ذلك أن المحتجين يعملون مدة تسع ساعات في اليوم، دون استفادتهم من التعويض أو الراحة الأسبوعية، عكس عمال آخرين يعملون وفق نظام التناوب، وقد عبّر عمال الشركة عن تذمرهم من عدم استفادتهم من الإطعام، مع عدم تمكين القاطنين منهم في مناطق بليل وبوزبير وحاسي الدلاعة من وسيلة نقل تضمن رحلتي ذهابهم وإيابهم يوميا، فضلا عن نقائص ومشاكل أخرى.