عاشت دائرة حاسي الرمل بولاية الاغواط نهاية الأسبوع على وقع حالتي غرق راح ضحيتها شاب جرفته سيول وادي زقرير الخطير بمنطقة حاسي الدلاعة, وطفل ابتلعته مياه بركة على بعد 80 مترا من مقر بلدية حاسي الرمل, الواقعة حوالي 130 كم جنوبالأغواط. الشاب (ب. بلقاسم) 23 سنة ,الذي اختطفته أيادي القدر على مرأى من أخويه اللّذين لم يجدا أية وسيلة لإنقاذه , يعمل راعيا وأخويه لدى أحد موالي منطقة حاسي الدلاعة جنوب الولاية , وفي منتصف يوم الأحد الماضي, وعلى نحو معتاد على ما يبدو توقّف ثلاثتهم قليلا بمحاذاة الوادي , يتابعون مجراه الذي تغيّر لون ماءه وأصبح غديرا بعد المطر الذي نزل على المنطقة... وفي الوقت الذي فضّل فيه أصغرهم سنا البقاء خارجه, دخل الاثنان - حسب رواية الناجي - وضلا يمرحان داخل الماء , وسرعان ما تكونت موجة عاتية من السيول الجارفة صارعها أحدهم , وتمكّن من الإفلات منها بأعجوبة كبيرة حسب تصريحه شخصيا , بينما جرفت السيول الأخ الأكبر على مرأى من أعين أخويه, ما ولّد ذعرا كبيرا في نفسيهما , وإثرها سارعا على التوّ للإبلاغ عن الحادث , دون أية استجابة تذكر من قبل المصالح المختصة التي وحسب محدثنا , لم تحضر إلا في اليوم الثالث بعدما تم العثور على الضحية من قبل سكان المنطقة , على بعد حوالي أربعة كيلومترات من موقع الحادثة وانتشاله جثة هامدة في حالة متقدمة من التعفن , وهي الصورة نفسها التي وصفها لنا مصدر من الحماية المدنية مؤكدا أن مصالحه لم تتلق بلاغا عاجلا فور وقوع الحادث مباشرة , وعلى النقيض من ذلك ذكر لنا أخ الضحية أن الحماية المدنية وبعد ثلاثة أيام لم تكلف سوى اثنين من رجالها للتنقل إلى مكان الحادث, لم يقدما شيئا بعد فوات الأوان . وغير بعيد عن موقع الحادث الأول أمسى سكان حاسي الرمل هم الآخرين على فاجعة حادثة الغرق التي راح ضحيتها الطفل (سعد .خ) 16 سنة من المدينةالجديدة " بليل " والذي جاء زائرا لأقربائه وبدوافع مختلفة, عادة ما تمليها شقاوة الصغار, كانت وجهته رفقة بعض أقرانه البركة الممتدة على طول حوالي 80 متر بمنطقة " الجنان " , التي تشكلت من مياه الأمطار الأخيرة وغيرها من مصبّات المياه المختلفة . وبعد فترة من السباحة اختفي المعني عن أنظار رفقائه الذين هرعوا مذعورين وأبلغوا رجال الحماية المدنية الموجود مقرها بالقرب من مكان وقوع الحادث , لتباشر على التو عملية بحثها , أمام جمع من السكان تتقدمهم السلطات المدنية والأمنية, ومع ما استعملته من إمكانيات على مدار ساعة كاملة,حسب مصادرنا العليمة من عين المكان, إلا أنها لم تعثر على أي شيء من قبيل الغرق, ما جعل الكثير من الحضور يشكّك حتى في صحة البلاغ عن الحادثة , وبقدوم السبّاح الماهر الشاب علال خالد الذي سبق له أن انتشل جثة في حادثة مماثلة , تجدّد أمل الجميع في إيجاد جثة الغريق محل البحث , ونزولا عن طلب مسؤول البلدية غطس السباح الشجاع على عمق حوالي أربعة 4 أمتار بدون حبال, وتمكّن بأعجوبة كبيرة من العثور على الغريق وانتشال جثته , وتلك شجاعة نادرة تستحق الاهتمام والتكفل بمبديها الشاب علال , الذي عرض خدماته على العديد من المؤسسات والشركات الموجودة بمحيط المدينة الصناعية , في مجال الوقاية والتدخلات الخطيرة , لكنه لم يلق أية استجابة إلى حدّ الآن . وترجع أسباب كثرة البرك بالمنطقة إلى الحفر العشوائية التي تخلفها بعض المقاولات والشركات العاملة بالمنطقة, دون ردمها بعد إتمام غرض استغلالها, للإشارة يعّد الغريق " سعد " ّ ثالث ضحية في نفس المكان. الشريف داودي