استنكرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على لسان المكلف بالإعلام على مستواها، ما أسمته "السلوكات المنافية لقدسية الجامعة" التي لجأ إليها الطلبة في إضرابهم الذي بدأوه أمس، حيث استغرب جمال بن حمودة عمليات الاحتجاز التي طالت بعض المسؤولين في القطاع، في إشارة إلى حادثة احتجاز المدير الولائي للخدمات الجامعية ببومرداس وعمليات غلق الأحياء الجامعية بحجة أن المدير سارق، مبديا عدم اعتراض الوزارة على الاحتجاجات التي لا تسيء إلى الحياة الجامعية والتي"تهدف إلى تحسين الأداء البيداغوجي وظروف الطلبة". نافيا في الوقت ذاته أن تكون الوزارة قد درجت على اعتماد سياسة "الانتقاء و الحوار المناسباتي" مع أي من التنظيمات الطلابية. وأوضح بن حمودة للشروق اليومي بأن الحوار قناعة وأسلوب عمل مع كل التنظيمات، مشيرا إلى أن "بعض حالات التعبير عن المشاكل الحقيقية للطلبة تكون خاطئة مما يطرح صعوبة في الوصول إلى نتائج، نتيجة الانسداد وسوء التفاهم"، مضيفا بأن الطلبة "يعرفون البير وغطاه" حيث قال بأن التأخر في تسليم بعض المشاريع من معاهد وإقامات لا تقع مسؤوليته على الوزارة وحدها لأنها ليست المكلفة بالإنجاز وإنما هي مرتبطة بمؤسسات أخرى، وأشار إلى أن التهافت الكبير على العاصمة وقسنطينة و وهران وبعض الجامعات الكبرى تسبب في مشاكل الاكتظاظ والاختناق، مذكرا بأن الوزارة استطاعت الوصول إلى غرف فردية في إقامات جامعية كمستغانم وورقلة وتمنراست. وقال محدثنا بأن عدد الطلبة في جامعة الجزائر لوحدها بكلياتها السبع وصل هذه السنة إلى 140 ألف، وهو عدد رهيب- يقول بن حمودة- على الدولة أن تسخر له إمكانيات هائلة، مذكرا بأن الوزارة لم تتوقف عن الاجتهاد لحل هذا المشكل المتكرر كل سنة، حيث بنت ثلاث كليات جديدة بطاقة استيعاب تسع 230 ألف طالب في تخصصات الحقوق والطب و العلوم السياسية ومعها إقامتان جامعيتان بسعة 5000 طالب لكل واحدة منهما. أما عن نظام (الأل أم دي) الذي يشن الطلبة هجمة على آليات تطبيقه، فقال بن حمودة بأن هذا النظام لم يكن ولن يكون إجباريا عليهم، قائلا بأن النتائج المسجلة إلى الآن تشير إلى أن هناك تقدما في هذا النظام، حيث لم تكن أرقام الطلبة فيه تتجاوز 7000 قبل ثلاث سنوات، لكنها اليوم تناهز الثمانين ألفا في 43 مؤسسة بعد أن كانت في 10 معاهد فقط. وأكد بن حمودة بأن الجزائر عازمة على السير في نظام الأل أم دي، مشيرا إلى أن تونس قررت الانتهاء من النظام القديم مع دخول العام 2012، كاشفا بان الأل أم دي مكّن من استحداث 184 تخصصا جديدا في الجامعة الجزائرية والتحاق الدفعة الأولى هذه السنة بنظام الماستر دون قيد أو شرط. م/هدنه