في يوم ممطر وبارد، سعى ضيوف الجزائر الى تبني سياسة "البكاء على الأطلال" بالإكثار من الرحلات التاريخية عبر تأشيرة "المداخلات الساخنة" لتعديل الجو وخلق التوازن في القوى العربية "المتناثرة"، فقد اعترف أمس، رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم لوزيرة الثقافة خليدة تومي بنجاحها في إيصال صوت تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" إلى المشرق والمغرب العربيين منذ انطلاقتها في 13 جانفي المنصرم، من خلال عديد النشاطات التي استضافت ثقافات هذه الدول. وجاء الاعتراف "غير المباشر" قبيل أيام من اختتام السنة الثقافية على هامش افتتاحه للمؤتمر الاستثنائي لوزراء الثقافة العرب بفندق الشيراطون، هذا المؤتمر الذي خص مسألة تهويد القدس وحماية العراق من خلال يوم كامل من المداخلات حاول فيه كل وزراء الثقافة العرب أن يدقوا ناقوس الخطر ويؤكدوا ضرورة التكتل العربي في اليونيسكو كمنظمة عالمية للتصدي إلى من أسمتهم الوزيرة تومي في مداخلتها "لصوص بقناع الحضارة". المداخلة جاءت كتقييم للقاء الأثريين العرب في الجزائر الأسبوع الماضي، حيث ذكرت تومي بما يحدث من تجاوزات في المواقع الأثرية، سواء ما تعلق بالنهب أو السرقة المعلنة، كما حدث مؤخرا بتقديم إسرائيل للقدس ضمن ممتلكاتها في القائمة التمهيدية التي تسلمتها اليونيسكو، كما أكدت على ضرورة تحديث القوانين والتشريعات. وعلى هامش الافتتاح أكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني للشروق على أمله في مباركة ترشحه على رأس اليونيسكو، مصرا على انه سيتبنى القضايا العربية العالقة. أما وزير الثقافة الفلسطيني إبراهيم أبراش، فأشار إلى أن الخطر المحدق بفلسطين متعدد المصادر، مشيرا إلى سياسة أمريكا وإسرائيل لإلغاء تاريخ فلسطين بالقضاء على تراثها، منوها بما تلعبه "موازين القوى" في هذه الحالات مع إبقاء التحدي قائما في أن يكون افتتاح السنة الثقافية 2009 من داخل القدس. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الاستثنائي كرم كل من الدكتور المنجي بوسنينة مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والدكتور عبد العزيز بن عثمان طويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم. آسيا شلابي