أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو خلال جلساتها الجنائية العادية أمس الحكم بعقوبة الإعدام غيابيا في حق حسان حطاب، مؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، كما أصدرت هيئة المحكمة نفس الحكم في حق شريكه في الجريمة الإرهابي (بيلام محمد) المتابعين إستنادا إلى ما ورد في قرار الإحالة الذي أصدرته غرفة الإتهام لدى مجلس قضاء تيزي وزو بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب والخوف بين أوساط السكان، مع علمهما بغرضها وجناية محاولة القتل العمدي، مع سبق الإصرار والترصد إضرارا بالضحية الجنرال المتقاعد كمال عبد الرحيم. تفاصيل القضية، استنادا إلى مصادر قضائية، تعود إلى تاريخ 12/3/1993، حيث أقدمت عناصر إرهابية مسلحة على محاولة قتل الجنرال المتقاعد كمال عبد الرحيم، وذلك بالقرب من مصنعه المتخصص في إنتاج المواد الطبية المتواجد بضواحي رويبة بالعاصمة. حيث قاما بترصد الضحية وتنقلا على متن سيارتين إحداهما من نوع "نيفا" بيضاء اللون وأخرى من نوع "ڤولف" سوداء، وأثنا وصول الضحية، أمطروه بوابل من الرصاص داخل سيارته وبعدها لاذا بالفرار في اتجاه مجهول، فيما قام أعوان الأمن الذين يعملون بالمصنع بنقل الضحية على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري بعين النعجة وبعدها تمّ تحويله إلى إحدى المستشفيات بفرنسا، حيث أجريت له عمليات جراحية، وامتثل للشفاء. وأكدت مصادرنا، أنه تمّ التوصل إلى معرفة هوية الإرهابيين اللذين كانا وراء محاولة اغتيال الجنرال كمال عبد الرحيم، بعد التحقيق المعمّق الذي قامت به الجهات الأمنية والذين عرضوا العديد من صور الإرهابيين الذين كانوا محل بحث من طرف الشرطة خلال سنة 1993، قاموا بعرضها على أحد الشهود الأساسيين في القضية وهو عون أمن يشتغل بالمصنع والذي شاهد سيارتي الإرهابيين عندما توقفت بمحاذاة مصنع الضحية. ومن خلال الصور، تعرف الشاهد على الإرهابي بيلام محمد والذي تمّ إيقافه مباشرة وتقديمه للعدالة، حيث تمّ سجنه بضواحي العاصمة، لكنه ونظرا لتدهور حالته، كونه مصابا بمرض عقلي وبداء السرطان، تمّ تحويله إلى إحدى المستشفيات للتداوي وبعدها غادر أرض الوطن، وتمكن من الحصول على التأشيرة الفرنسية. وحسب مصادر مؤكدة، فإن هذا الأخير يوجد اليوم بالعاصمة الفرنسية. للإشارة، فإنه خلال جلسة محاكمة الإرهابيين واللذين يوجد أحدهما حسب جدولة المجلس القضائي في حالة فرار (حطاب)، وآخر أي الإرهابي (بيلام محمد) غير موقوف، فخلال الجلسة، حاول محامي المتهم (بيلام) تسليم ملف طبي عن حالة موكله لرئيس الجلسة، لكن هذا الأخير رفض الطلب كون الإجراء غير قانوني. ممثل الحق العام خلال مرافعته، اكتفى بطلب من هيئة المحكمة بتسليط أقصى عقوبة في حق المتهمين. وبعد المداولة القانونية دون حضور المحلفين، أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو الحكم بالإعدام غيابيا في حق الإرهابيين حسان حطاب وبيلام محمد مع تحملهما المصاريف القضائية. للتذكير، فإن حسان حطاب المكنى أبو حمزة، وهو الأمير الشرعي ومؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال، سلم نفسه للسلطات خلال شهر سبتمبر الفارط، وهو اليوم بصدد التفاوض مع السلطة حول إمكانية الإستفادة من إجراءات ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وينتظر أن يوجه قريبا رسالة لكل الإرهابيين المتواجدين بالجبال، ليدعوهم إلى الكف عن النشاط المسلح ولإقناعهم بضرورة الإلتحاق بالمصالحة الوطنية. صونية ڤرس