أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو، خلال جلساتها الجنائية العادية أمس، الحكم بعقوبة الإعدام غيابيا في حق المتهمين (م. مراد) و(م. يوسف) وهما إرهابيان ينشطان في صفوف سرية دلس، التابعة لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي واللذين قاما باختطاف أحد مسيري مجمع حداد للفندقة والأشغال العمومية والذي دفع للإرهابيين مبلغ 25 مليار سنتيم ليطلق سراحه سالما. * وقائع القضية، استنادا إلى ما ورد في قرار الإحالة الذي أصدرته غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء تيزي وزو، تعود إلى يوم 26 أفريل 2006، حيث تقدم المدعو (ع. ر) أمام مصالح الضبطية القضائية لأمن دائرة أزفون من أجل التبليغ عن حاجز أمني مزيف، متبوع بالاختطاف. * وأكد أنه بتاريخ 25 أفريل، وفي حدود الساعة السابعة مساء وعند مغادرتهما لمدينة أزفون على متن حافلة، تمّ توقيفهما من قبل جماعة مسلحة متمركزة على حافتي الطريق، يتراوح عددهم من 8 إلى 10 أشخاص، مرتدين الزي الرسمي للجيش الوطني الشعبي، فتم إنزالهما من الحافلة واستفسارهما عن هويتهما، وأثناء تعرضهما للتفتيش من طرف تلك الجماعة، شاهدا سيارتين قادمتين من الاتجاه المعاكس، إحداها ملك للمدعو حداد مزيان، فقاموا بإيقافه واقتياده في اتجاه مجهول. * وخلال استجوابه من طرف رئيس الجلسة، أكد الضحية حداد مزيان، أنه يوم 25 أفريل 2006، في طريق عودته إلى منزله الكائن بأزفون على متن سيارته ولما بلغ المكان المسمى ايسوماتن، تفاجأ بحوالي 12 فردا يرتدون الزي العسكري مسلحين برشاشات من نوع كلاشنكوف يقفون على حافتي الطريق ويتولى بعضهم تفتيش حافلة لنقل الركاب، قادمة من أزفون، فأشار إليه أحدهم بالتوقف وسأله عن اسمه فأخرج قصاصة ورق وعلم لاحقا بأنها تتضمن رقم تسجيل السيارتين، ثم أمروه بالنزول من سيارته ولما رفض أسرع نحوه إرهابي وبيده مسدس وصوبه إلى رأسه وألح عليه بالنزول، ثم أركبوه في سيارته ووضعوا قناعا على وجهه وانطلقوا بسيارته من الجهة التي قدم منها. * وأكد الضحية أنه قضى مع الإرهابيين خمسة أيام وأكد له أحدهم بأنهم اختطفوه من أجل الحصول على الفدية وأنهم هاجموا فرقة الشرطة القضائية بتڤزيرت وأظهر له أحدهم رشاشا استولوا عليه، وأن جماعتهم هي التي فجرت فرقاطة تابعة للبحرية بميناء دلس، باستخدام قنبلة، وأنهم هم من اختطف مالك إحدى الحانات بتڤزيرت ولم يطلقوا سراحه إلا بعد الحصول على فدية. * وأكد الضحية من جهة أخرى، أنه علم بتفاصيل المفاوضات بين الإرهابيين وأشقائه والذين دفعوا للإرهابيين مبلغ 25 مليار سنتيم كفدية مقابل إطلاق سراحه سالما. * ممثل الحق العام، طلب من هيئة المحكمة تسليط أقصى عقوبة في حق المتهمين واللذين مايزالا ينشطان بضواحي بومرداس. وبعد المداولة القانونية أصدرت المحكمة الحكم بالإعدام غيابيا في حقهما.