أكد الوسيط الدولي "الأخضر الإبراهيمي" أن الوفد الحكومي السوري وممثلي المعارضة على استعداد لتجاوز التصريحات العدائية التي طغت خلال اليوم الأول من مباحثات "جنيف 2" وبحث عدة قضايا من بينها تبادل السجناء ووقف تبادل إطلاق النار في بعض المناطق وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين. وقالت روسيا إن الطرفين وعدا بالجلوس حول طاولة التفاوض يوم الجمعة برغم المخاوف من أن يضع الخلاف حول مصير الرئيس "بشار الأسد" حداً للمساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب في سوريا التي قتل فيها أكثر من 130 ألف شخص وشرد الملايين. وحتى لو كان الطرفان مستعدان لمناقشة إجراءات محدودة لبناء الثقة فلا تزال التوقعات لعملية السلام ضعيفة مع غياب الجماعات الإسلامية المقاتلة في الداخل وإيران عن المحادثات ولا يزال الحل الشامل للصراع المستمر منذ ثلاث سنوات بعيد المنال. وذهل المسؤولون الغربيون من النبرة التي تحدث بها وزير الخارجية "وليد المعلم" في مؤتمر السلام الذي استمر يوماً واحداً في "مونترو" حيث يخشون ألا تمضي المفاوضات التالية قدماً بسبب شدة العداء. ورغم ذلك أشار الوسيط الدولي "الأخضر الإبراهيمي" إلى أن الطرفين على استعداد لتجاوز التصريحات العدائية وقال في مؤتمر صحفي: "لدينا مؤشرات واضحة إلى حد ما تبين أن الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين وتحرير السجناء ووقف إطلاق النار في بعض المناطق". وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" الصحافيين أيضاً أنه حث الحكومة السورية على الإفراج عن معتقلين كإجراء لبناء الثقة. وقال: "طفح الكيل. يجب أن يأتي وقت التفاوض". وهون وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" من شأن تبادل الاتهامات الأربعاء، عندما دعت المعارضة "الأسد" لتسليم السلطة وهو طلب رفضه "المعلم" الذي تحدث عن فظائع ارتكبتها المعارضة "الإرهابية". وقال للصحافيين: "كما كان متوقعاً خرج الطرفان ببيانات انفعالية إلى حد ما.. ألقى كل منهما باللوم على الآخر". وأضاف: "للمرة الأولى في الصراع الدموي المستمر منذ ثلاث سنوات.. وافق الطرفان على الجلوس إلى مائدة التفاوض برغم كل الاتهامات بينهما". وقال "لافروف" أنه أجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري "المعلم" وزعيم المعارضة "أحمد الجربا" الأربعاء. وحث المعارضة ومؤيديها الأجانب على عدم التركيز بصورة حصرية على تغيير القيادة في "دمشق".