انطلقت أمس المحادثات السورية بمدينة مونترو السويسرية وسط جدل كبير بشأن بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على رأس السلطة أو حتمية إبعاده عن مقاليد الحكم تلبية لمطالب المعارضة وخدمة للسلام في المنطقة كما يرها الشركاء الغربيون. بدأت جلسة افتتاح مؤتمر السلام الدولي ”جنيف2” بالخلافات حول النقاط التي طرحت سابقا خاصة ما تعلق منها بضرورة استبعاد الأسد من المرحلة الانتقالية المنتظرة عقب مفاوضات السلام، حيث أصّر رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا على أنه لا أمل في نجاح مشروع السلام في المنطقة مع استمرار الرئيس السوري على رأس السلطة، وأكد الجربا موافقة الائتلاف الوطني السوري على بنود بيان جنيف الأول متهما نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدعم تنظيم ”الدولة الإسلامية في العراق والشام”، داعيا إلى ضرورة التعجيل بنقل صلاحيات الأسد إلى هيئة انتقالية تتولى إدارة شؤون البلاد، مشدّدا على أن أي حديث عن بقاء الأسد يعد خروجا عن إطار بيان جنيف الأول. من جانبه جدّد الوفد السوري المشارك في محادثات السلام تمسكه بشرعية بشار الأسد، وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أمس على هامش محادثات السلام المباشرة التي تجري برعاية الأممالمتحدة في مونترو السويسرية أن الأسد لن يرحل، مشيرا إلى أن الحكومة السورية لن تقبل برحيل رئيسها ولن تنصاع لمطالب بعض القوى العالمية التي تسعى لإنهاء الصراع الممتد منذ ثلاث سنوات على حساب شرعية الأسد، من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ”لا يحق لأحد في العالم عزل الرئيس الشرعي باستثناء السوريين”، مضيفا أنه لا يحق لدول صدّرت الإرهاب إلى سوريا أن تقدم لها دروسا في الديمقراطية. إلى ذلك انتقدت الولاياتالمتحدة ما وصفته ب ”الخطاب التصعيدي” لوفد النظام السوري، خلال افتتاح المؤتمر الدولي حول السلام، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أنه بدلاً من تحديد رؤية ايجابية لمستقبل سوري يضم كل الأطراف ويحترم حقوق الجميع، فضّل النظام السوري إلقاء خطاب تصعيدي يزيد من تأزيم الوضع ولا يخدم الحوار.