دق مجموعة من المُنتجين في لقاء خّصوا به "الشروق" مؤخرا ناقوس الخطر، مُنذرين بانهيار وشيك لصناعة الموسيقى في الجزائر، في حال بقيت الجهات الوصية على الرقابة، مكتوفة الأيدي أمام آفة القرصنةالتي أضحت تنخر هذه الصناعة، والتي نتج عنها توقف عجلة عديد شركات الإنتاج الموسيقي بسبب الخسائر التي يتكبّدونها. وطالب عدد من منتجي الكاسيت، على رأسهم ممثلي شركات: "هارموني"، AVM،la voix d_or، "دنيا" و"سان كليير" في اجتماع لهم، الجهات الوصيّة ممثلة في الديوان الوطني لحقوق المؤلف "ONDA"ووزارة الثقافة، سرعة حماية المنتجين مما أسموه ب"القرصنة المعتمدة" التي تعد أخطر بكثير من القرصنة الإلكترونية. وقال ممثل شركة AVM ل"الشروق" وهي الجهة التي تنتج لأهم مطربي الأغنية الوهرانية والرايوية على غرار هواري بن شنات، الشاب بلال، الشابة دليلة "أودعنا شكوى لدى مصالح "أوندا"، وقدمنا أشرطة السي دي التي تحوي قرصنة أعمالنا، فطلبوا منا إيداع شكوى ثانية لدى مصالح الشرطة الاقتصادية. لكن للأسف لا حياة لمن تنادي، وبالتالي فبيوت المنتجين صارت على حافة الخراب". من جانبه، أكد ممثل شركة "سان كليير" قائلا: "نحن ندفع ضرائب للدولة، وندفع أجورا للفنانين والأستوديو والموسيقيين والمؤلفين والملحنين، بالإضافة لطابع جبائي خاص بأوندا، مع ذلك لا أحد يحمي منتوجنا، ونفاجأ في كل مرة بمن يقرصن ويطرح أعمالنا "عيني عينك" من دون أن يدفع سنتيما واحدا". ليضيف: "إن أي ألبوم لفنان له اسم معروف في السوق لا تقل تكلفته اليوم عن ال100 مليون سنتيم. فهل يعقل أن يقوم البعض ومن بدون أي وجه حق بقرصنته في نفس يوم طرحه؟؟. والأمّر من ذلك بعد مرور فترة تطرح أغانينا في شكل MP3 بأرخص الأثمان". ويضيف متحدث آخر: "المصيبة أن الألبومات المقرصنة أضحت تصدر بغلاف وبطابع "أوندا"، وتباع داخل المحلات وكأنها أصلية وهذه معضلة آخرى نعاني منها؟ والمؤسف أن هذه العملية تتم بتواطؤ من شركات موجودة وناشطة في السوق"، كاشفا عن بعض أسماء الشركات التي تقرصن منها: "لايف ميوزيك" و"le son d_or" مضيفين: "نحتاج لحملات تحسيسية من الفنان ومن بائع الكاسيت نفسه للدفع بالمستهلك إلى شراء النسخة الأصلية من الألبوم". مختتمين حديثهم إلى "الشروق" بالقول: "قدمنا للمصالح المعنية أسماء ومعلومات حول من يدعمون القرصنة تحت غطاء معتمد، وأملنا أن نجد الدعم أيضا في التحسيس بخطورة هذه الظاهرة من وسائل إعلام مؤثرة في المجتمع مثل جريدتكم".