الفقر سيلبس 150 مليون عربي والبطالة 50 مليون خلال العشرين سنة القادمة كشف الخبير الاقتصادي المصري وأستاذ التمويل والاقتصاد في جامعة الشارقة، الدكتور أشرف محمد دوابة، في حوار "للشروق اليومي" على هامش الملتقى الدولي الثالث لواقع التنمية البشرية في اقتصاديات الدول الإسلامية، أن الجزائر تحتل المرتبة ال 68 عالميا بعدما كانت في المرتبة 103 والسادسة عربيا بعد كل من الكويت والإمارات ولبنان والأردن وتونس بعدما كانت في المرتبة التاسعة، وهذا راجع – يقول - إلى المجهودات النسبية التي تبذلها الدولة الجزائرية لضمان حرية التعبير التي تعتبر أهم شرط في التنمية بالإضافة إلى تفعيل الحق في العمل. وعن أهم المقاييس التي اعتمدتها الأممالمتحدة في هذا الترتيب الذي شمل 111 دولة هو العمر المتوقع عند الميلاد كمقياس عام للصحة والتحصيل العلمي ومقياس الحرية تعبيرا عن مدى التمتع بالحريات المدنية والسياسية في كل بلد و مقياس تمكين النوع تعبيرا عن مدى توصل النساء كقوة في المجتمع خاصة في البلدان التي تعاني من الخوف بالإضافة إلى الاتصال عن طريق شبكة الانترنت كمقياس لاستعمال أجهزة الحاسوب عند كل فرد في الوطن العربي تعبيرا عن التواصل مع شبكة المعلومات الدولية ويعكس حقيقة المعرفة ونسبة البالغين الملمين بالكتابة والقراءة. وأضاف المتحدث أن واقع التنمية في البلدان الإسلامية يسيطر عليها الجهل والفقر والمرض والقمع، فعلى مستوى المعرفة يبلغ عدد الأميين من بين البالغين العرب حوالي 65 مليون، ثلثهما من النساء وتوجد فجوة كبيرة بين مخرجات النظم التعليمية واحتياجات سوق العمل حيث يحتاج 90 بالمائة من خريجي الجامعات العربية إلى تكوين خاص بعد التخرج لمواكبة احتياجات السوق. ويستخدم شبكة الانترنت 0،6 بالمائة من السكان فقط ويبلغ استخدام جهاز الحاسوب 2.1 بالمائة ولا يزيد العمل في البحث والتطوير 0،5 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي ويبلغ متوسط نسبة البطالة 15 بالمائة وهي من أعلى النسب في العالم ويبقى مواطن من بين خمسة مواطنين يعيش على أقل من دولارين في اليوم. وحذر المؤتمر الثامن للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية الذي انعقد في 19 أفريل 2007 من ازدياد معدلات الفقر في الدول العربية مبيناً أن أكثر من ثلثي سكان العالم العربي يعانون من الفقر، وسيزداد عدد سكانه خلال ال 20 عاماً القادمة بمقدار 150 مليون نسمة بينما عددهم الحالي 310 مليون وبالتالي فمعدلات البطالة سترتفع من15مليون حالياً إلى 50 مليون مستقبلا ًلذلك يطالب المؤتمر برفع نسبة معدلات النمو السنوي إلى ما بين 5 - 6%. وبينت نشرة أصدرها البنك الدولي أن مصر واليمن حازتا أعلى نسبة في الفقر وكذلك في الضفة الغربية وقطاع غزة، ونسبة الفقر في الأراضي المحتلة أعلى من نسبة الجزائر، والأرقام هي 20. 3 مقابل 15. 1 على التوالي. لن تتحقق الرفاهية في البلدان الإسلامية دون إنسان حر وأكد الدكتور أشرف محمد دوابة أن التنمية البشرية هي عملية توسيع الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وأنها تنمية الناس عن طريق بناء القدرة الإنسانية ولا يجب أن تقتصر على تطوير المعرفة والمهارات توفير فر الإبداع والعمل والمساهمة الفعالة في النشاطات السياسية والاقتصادية وترسيخ مفاهيم الحرية والعدل والمساواة، حيث خلصت دراسة شملت 192 بلد إلى أن رأس المال البشري يساهم بما لا يقل عن 64 بالمائة من أداء النمو ويساهم رأس المال المادي ب16 بالمائة من النمو ويساهم رأس المال الطبيعي بالنسبة المتبقية . وأضاف أنه لن تتحقق الرفاهية في البلدان الإسلامية دون إنسان حر ومتعلم ومثقف لا يلوكه المرض ولا يسيطر عليه الجهل ولا يأكله الفقر ولضايفتك بحريته الظلم وهذا ما أسس له الإسلام ودعا إليه وأمام هذا الواقع القاتم المؤلم فلم تعد هناك من حالة مزرية إلا ولها مرتسمها على الحياة العربية -احتلال مباشر - تأجيج الصراعات الأهلية - قمع الحريات- بعض منظمات المجتمع المدني واجهات لا حول لها ولا قوة - انصياعات متمادية ومتكاثرة لأوامر خارجية ضاغطة لا تريد إلا تدمير القيم والأصول والروح والشخصية والتاريخ والثقافة وحتى المعتقد الديني. فالحرية والتنمية عنوانان لعودة الروح لهذا الوطن الغالي بشموليته ولابد من إستراتيجية تنموية تغطي مساحات شاسعة من فروع التنمية السياسية والاقتصادية والبشرية والثقافية والاجتماعية وتكفينا المآسي التي جرتها علينا الأنظمة الشمولية.... لقد دمرت كل شيء والعودة إلى الشعب في تنظيماته هي الأصل والحل. بلقاسم حوام