كشف رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير بابس، أن التقرير الأولي حول "الاقتصاد القائم على المعرفة" سيسلم إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منتصف ديسمبر القادم، مضيفا أن تأجيل تسليم التقرير إلى الرئيس بأسبوعين كاملين مرتبط بالالتزامات السياسية الراهنة. * * "إذا فشلت الجامعة في معركة النوعية سنبقى متخلفين" * * وقال محمد الصغير بابس في تصريحات ل "الشروق اليومي"، إن التقرير سيكون بمثابة ورقة طريق لتحضير مرحلة ما بعد البترول من خلال إشراك جميع الفاعلين في القطاع الاقتصادي وقطاع البحث العلمي والأوساط الجامعية وربطها بشكل وثيق بعالم المؤسسة من أجل وضع هذه الأخيرة في محور جميع الخطط التنموية للحكومة الهادفة لتحضير مرحلة ما بعد البترول، مضيفا أن العائق الرئيسي لبناء اقتصاد يقوم على الذكاء، هو الجهل. * وأكد رئيس المجلس الوطني الاجتماعي والاقتصادي، "للشروق اليومي"، على هامش الملتقى الدولي حول "الذكاء الاقتصادي" الذي نظمته مجموعة "في أي بي" للاتصال بالجزائر، أن المجلس سيعقد جلسة عمل مع الحكومة من أجل ضبط خطة عمل مستقبلية واضحة لتنفيذ السياسات العمومية في جميع القطاعات التي ستوضع تحت إشراف لجان مختصة مكلفة بتطبيق نقاط محددة ودقيقة في جميع الفروع من الفلاحة والتنمية الريفية إلى التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال مرورا بالصناعة والفلاحة والصحة والعدالة والتربية والطاقة والمناجم والري والمالية. * وأوضح رئيس "الكناس"، أنه بمجرد تسليم الوثيقة إلى الرئيس سيتم تنصيب لجان مختصة بالحكم الراشد ومتابعة الانتقال إلى اقتصاد سوق حقيقي وعصري، والاقتصاد القائم على المعرفة، ولجان أخرى متعلقة بتنمية الموارد القطاعية الأخرى المحيطة بالمؤسسة ومتابعة مدى تطبيقها لعناصر الذكاء الاقتصادي وقياس مدى تفاعلها مع محيطها من أجل بناء ديمقراطية تشاركية حقيقية. * وطالب محمد الصغير بابس المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة بالتفاعل الإيجابي مع الجهود المبذولة لإنجاح العملية من خلال الاعتماد على تطوير مواردها البشرية وتحضير نفسها بطريقة فعالة للمنافسة التي أصبحت حقيقة واقعة بسبب الانفتاح الاقتصادي، مشددا على أن الاهتمام بالذكاء الاقتصادي وتنمية الموارد البشرية سيمكن المؤسسة الجزائرية من الحفاظ على مكانتها في السوق المحلية والدولية وذلك عبر الاهتمام بمخرجات الجامعة الجزائرية وإعادة استثماراها من أجل إقامة أقطاب امتياز حقيقية في الفروع التي تتوفر فيها الجزائر على مزايا مقارنة حقيقية وفي مقدمتها الصناعات الغذائية والصيدلة والبتروكمياويات والإلكترونيك وأنظمة الإعلام الآلي. * وشدد بابس، على ضرورة انتقال الجامعة الجزائرية إلى كسب معركة النوعية بعد كسبها معركة الكمية، مضيفا أن الاقتصاد القائم على الذكاء وبناء مرحلة ما بعد البترول في الجزائر لن تتحقق إلا إذا كسبت الجامعة الجزائرية معركة النوعية وتمكنت من مد جسور بينها وبين المؤسسة التي تمثل المركز الحقيقي للنمو الاقتصادي الحقيقي. * وعرج رئيس "الكناس" على ضرورة اهتمام الجماعات المحلية بالاقتصاد القائم على المعرفة وكل عناصر الذكاء لإقامة تنمية محلية حقيقية يكون لها انعكاسات إيجابية على جهود مكافحة الفقر والإقصاء والتهميش. * وفي سؤال حول التقرير الظرفي للوضع الاقتصادي والاجتماعي للفترة بين 2055 والسداسي الأول من السنة الجارية، أوضح محمد الصغير بابس، أن المجلس مع الرأي والرأي الآخر، مهما كانت درجة حدته، مشيرا إلى أن المجلس فتح المجال لجميع المواقف حتى وإن كانت لا تقاسمه نفس القناعات.