اتهم التيار الشعبي المصري الذي يقوده "حمدين صباحي" القوات المسلحة المصرية بالتدخل في ترتيبات السلطة المقبلة في البلاد، بعد بيان المجلس العسكري الداعم لترشيح المشير "عبدالفتاح السيسي" للرئاسة، مبدياً خشيته من "مصادرة المنصب" وترسيخ الانطباع بدعم الجيش للسيسي الذي ذكر التيار أنه لم يتلق أمراً بالاستقالة من منصبه. وقال التيار الشعبي، في موقف حاد وغير مسبوق له، صدر بعد أيام على بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة: "استقبل التيار الشعبي المصري بدهشة البيان الذي أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة الاثنين، نظراً لما يتضمنه من تدخل واضح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وترتيبات السلطة القادمة في مصر، وهو ما يتنافى – من وجهة نظرنا – مع الدستور والأعراف الديمقراطية والتقاليد السياسية التي يجب على كل الأطراف السعي لإرسائها". ولفت التيار، الذي كان زعيمه قد أكد في مناسبة سابقة أنه أبلغ السيسي رغبته بالترشح، إلى أن البيان يرسخ الانطباع أن السيسي "يخوض تلك الانتخابات مدعوماً بالقوات المسلحة". وأعرب عن "قلقه من مصادرة منصب رئيس الجمهورية، ووأد روح المنافسة السياسية الحقيقية وتكافؤ الفرص وحق الشعب في اختيار رئيسه" وفق تعبيره، مضيفاً أنه "تفاجأ كغيره من القوى الوطنية بأن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يقطع مطلقاً بأمر استقالة وزير الدفاع". وحذر التيار من "خطورة إقحام الجيش الوطني في الأمور السياسية أو تدخله فيها" معتبراً أن ذلك يجعل الجيش "محل خلاف، وطرفاً في العملية السياسية". داعياً السيسي بشكل مباشر إلى "البقاء في منصبه وزيراً للدفاع" وذلك "ضمانة لمصر وللثورة" على حد تعبيره. وبعد البيان بساعات، قال التيار الذي كان في مقدمة مكونات "جبهة الإنقاذ" المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين، إنه قد تعرض لحملة إعلامية تحدثت عن استقالات جماعية في صفوف أنصاره دعماً لترشح السيسي، فنفى صحة تلك المعلومات واصفاً إياها بأنها "لعبة قديمة" ودعا التيار أنصاره إلى "التماسك" محذراً إياهم من أنهم "سيواجهون الكثير في الأيام المقبلة".