يروّج له كبطل وطني ومخلص للبلاد الإعلام المصري يمهد طريق الرئاسة للسيسي يلاحظ المتابع لوسائل الإعلام المصرية حاليا وجود حملة غير معلنة تمهد فيما يبدو لترشيح وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة. نفى السيسي -الذي أعلن بيان الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي بداية جويلية الماضي- في تصريحات لصحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية في طموحه للسلطة، إلا أن واقع الأمر يؤكد أنه الآن رجل مصر الأول وحاكمها الفعلي، وهو ما تحدث عنه الإعلامي المصري المثير للجدل توفيق عكاشة مؤخرا. ولعل ما يشير إلى احتمال أن يقدم السيسي على هذا الأمر تلك التصريحات التي جاءت على لسان المتحدث باسم القوات المسلحة لصحيفة (ديلي نيوز)، والتي ألمح فيها إلى أنه من حق السيسي الترشح لمنصب الرئاسة، معتبرا أن مبادئ الديمقراطية تسمح بذلك إذا تقاعد من منصبه العسكري. ونشرت صحيفة (الوفد) (المؤيدة للانقلاب) أول أمس الخميس خبرا على موقعها الإلكتروني يتحدث عن اجتماع "سري" شارك فيه عدد من القيادات العسكرية السابقة من الجيش والمخابرات العامة للتشاور بشأن التوافق على شخصية عسكرية لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المنتظر أن تجرى عقب الانتهاء من كتابة مشروع الدستور والانتخابات البرلمانية. ووفق الصحيفة فإن القيادات التي حضرت هذا الاجتماع هي رئيس جهاز المخابرات السابق اللواء مراد موافي ورئيس أركان الجيش السابق الفريق سامي عنان ونائب رئيس جهاز المخابرات الفريق حسام خير الله ووزير الداخلية السابق اللواء أحمد جمال الدين موسى، الذين اتفقوا في ختام اجتماعهم "من حيث المبدأ" على مخاطبة السيسي ليقوم بالترشح للرئاسة "في ظل ما يحمله الشعب المصري والرأي العام تجاه السيسي من حب ومودة". "يا سيسي رفعت راسنا بالعدل والحرية ونفسي يا سيسي تبقى رئيس الجمهورية".. نموذج من طوفان الأغاني التي انتشرت في الآونة الأخيرة بعد انقلاب السيسي تمجده وتدعوه لرئاسة البلاد، وتعيد كثير من القنوات التي يفترض أنها "مستقلة" إذاعتها ليل نهار. وحتى النخبة السياسية التي طالما عارضت حكم العسكر وشاركت في مظاهرات رفعت فيها شعارات "يسقط يسقط حكم العسكر" يبدو اليوم أنه لا مشكلة لديها في وصول السيسي لكرسي الرئاسة، وأبرز هؤلاء المرشح الرئاسي السابق وأحد قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة حمدين صباحي، الذي أعلن في لقاء تلفزيوني أنه سيدعم السيسي في حال ترشح لمنصب رئيس الجمهورية. ولا يغفل المراقب لوسائل الإعلام المصرية ملاحظة تصاعد حملات دعم السيسي للترشح بشكل كبير داخل المجتمع المصري في محاولة فيما يبدو لتهيئة الرأي العام للأمر، أو على الأقل لجس نبض مختلف التيارات والنخب والفئات المهنية وغيرها. ويتوزع المؤيدون على جميع الفئات، مثقفون ومهنيون وعمال وحرفيون، وحتى الشباب الثائر بنسخته الجديدة "حركة تمرد" قال إنه سيدعم السيسي إذا ترشح لمنصب الرئيس، وكل من هذه الفئات له مبرراته التي يتحدث بها، وفق طبيعة الجمهور الموجه إليه. إشارة أخرى تصب في الاتجاه ذاته، وهي ظهور الفريق السيسي بملابس مدنية، وهو ما رأت فيه صحيفة فايننشال تايمز البريطانية استعدادا للرئاسة، بعدما صار وحيدا في الصورة، فالناشط السياسي والقيادي البارز بجبهة الإنقاذ سابقا محمد البرادعي، أصبح خارج البلاد ويواجه اتهامات بالعمالة، وصباحي في الداخل لكنه لا يمانع وصول السيسي لكرسي الرئاسة، والإخوان المسلمون إما مسجونون أو مطاردون، والكنيسة والأزهر معه، والنخبة الثقافية تخطب وده، والغناء له مستمر.