تحدثوا عن مشاكلهم بكل عفوية وصراحة عبروا عن آلامهم وطموحاتهم وأحلامهم، قالوها بكل صدق "نحن نعشق الجزائر. ونريد أن نعيش فيها ونبنيها لكن لم نجد فيها من يسمعنا ويفهمنا، فكل الأبواب مغلقة ولم نجد في بلد ينام على الكنوز لا عمل ولا أمل ولا مستقبل، فقرر بعضنا نسيان مشاكله بتعاطي المخدرات التي وجد فيها نسيانا لمشاكله و البعض الآخر قرر الهجرة والموت وراء البحار للبحث عن المستقبل المفقود في وطننا..." بهذه العبارات دشن الشباب الجزائري الملتقى الأول لمشاكل الشباب الذي نظمته بحر الأسبوع الجاري مديرية الشباب والترفيه لولاية الجزائر. وعلى هامش الملتقى، أكد رئيس جمعية المشعل للشباب، علي رزاني في تصريح للشروق اليومي، أن أزمة البطالة الرهيبة التي يعاني منها الشباب الجزائري ، أثقلت كاهله وخلقت عنده مشاكل عويصة لا حد لها ولا نهاية. فالعاطل عن العمل هو إنسان عاطل عن الحياة.. إنسان محبط، إنسان سهل اصطياده لأنه في حالة ضعف داخلي وخوف دائم.. وهو إنسان غير مستقل وغير مستقر، مما يجعله يفكر في أمور بديلة على غرار عن الهجرة غير الشرعية، حيث أكد المتحدث أن جامعة الدول العربية كشفت في تقرير لها حول الهجرة المغاربية إلى أوروبا خلال الأربع أشهر الأولى من عام 2006 أن 870 ألف مهاجر غير شرعي متواجدين في الأراضي الإسبانية، من بينهم ما لا يقل عن 6000 جزائري. ويقدر عدد الجزائريين المقيمين بصفة شرعية بإسبانيا بحوالب 17 ألف شخص وفقا للإحصائيات الرسمية، فيما تضم فرنسا وحدها نحو 90 % من المهاجرين، كما شهدت الجالية التونسية بالخارج زيادة بلغت 6.2%، مقارنة بعام 2002، ليصل عددهم إلى 701.660 ألف مهاجر.. 58% منهم في فرنسا وحدها، الجالية المغربية في إيطاليا تبلغ 300 ألف شخص، كما تحصل 35.700 ألف مهاجر مغربي على بطاقة الإقامة في أسبانيا، منذ آخر تسوية لوضعية أكثر من الجزائريين، بينهم نحو 20 ألف شخص لا يملكون الوثائق الرسمية. كما كشف رئيس جمعية مفقودي البحر "حراقة"، بلحاج بورعدة بوهران، أن هذه الأخيرة أحصت حوالي 700 حالة فقدان من جراء الهجرة السرية في ولايات الغرب الجزائري منذ بداية سنة 2006، وذلك بناء على الشهادات التي تم تسجيلها من طرف عائلات المفقودين في عدد من ولايات الغرب، والذي توجهوا في معظمهم نحو إسبانيا والمغرب. واستنادا إلى مصادر رسمية، كشف المتحدث أن عدد المهاجرين السريين الجزائريين الموجودين في السجون المغربية بلغ لحد الآن 1200 شخص، ورجح ارتفاع عددهم كون المغرب يعتبر الممر الرئيس "للحراقة" الجزائريين. المشاكل الاجتماعية تعقد الشاب الجزائري وتسبب له الأمراض النفسية والعقلية كشف البروفسور محمد تيجزة، رئيس مصلحة الأمراض العقلية لمصلحة دريد حسين، أن فئة الشباب الأقل من 35 سنة أصبحت معرضة أكثر من أي وقت مضى للإصابة بالأمراض العقلية الناتجة عن الهروب من الواقع الاجتماعي والارتماء في ويلات المخدرات والكحول والحبوب المهلوسة التي تؤدي عن طريق التخدير الى خلل في وظائف العقل وتغير في السلوك، حيث حذّر من أنّ تناول بعض الفيتامينات والمهدئات بجرعات متزايدة دون استشارة الطبيب قد تتحول مع مرور الوقت إلى موادّ مخدرة يصعب الامتناع عنها، مبيّنا أن حوالي مليونين ونصف من الرجال في الجزائر يعانون من عدم التحكم في النفس. وكشف أن مصلحته تستقبل سنويا ما يزيد عن 20 ألف شخص يعانون من مختلف الاضطرابات والأمراض النفسية، منهم 1600 إصابة بمرض الذهان (عدم التحكم في النفس) بالإضافة الى2000 مصاب بالأمراض العقلية منهم ألف حالة خطيرة جدّا. وعن أهم العوامل المؤدية للإصابة بالأمراض العقلية أكد المتحدث أن الضغوط الاجتماعية التي يعيشها الجزائريون من انتشار البطالة وغلاء المعيشة وقلة الدخل وانعدام السكن، بالإضافة إلى قلة أماكن الترويح والترفيه كلها عوامل قد تسبب أزمات نفسية تبدأ على شكل أعراض بسيطة كالقلق والاكتئاب ثم تتحول إلى حالات جنونية يستحيل علاجها، حيث يعاني 40 بالمائة من سكان المدن من إرهاقات نفسية قد تتحول عن طريق الضغط إلى انفجار اجتماعي يصعب التحكم فيه. بلقاسم حوام