لم تعد مساجد عنابة هذه الأيام تلعب دور التوعية الدينية وترقية الحس الخلقي، كما دعت إليه الشريعة الإسلامية، حيث أن جل المساجد إن لم نقل معظمها تعيش متاهات من جراء الهوة الكبيرة التي وجدت مرتعا لها وسط المجموعات المتنافرة. وحسب ما تعرضت له الشروق اليومي في أعدادها السابقة حول فتنة تحويل قبلة مسجد الهلالي الواقع بحي بيبوس بعنابة، فإن الضفة الأولى استحسنت المعالجة الموضوعية حيث إحتج خلالها سكان الحي على فكرة تحويل القبلة مراسلين بذلك الجهات الوصية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، غير أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا للفصل في النزاع اذ بادر أحد الشيوخ القائمين على شؤون المسجد بمراسلة الشيخ شمس الدين والشيخ أبو عبد السلام بالجزائر في سؤال حول حكم جماعة بطلان صلواتهم في مسجد الهلالي منذ أربع سنوات بحجة انحراف المسجد عن القبلة حيث أكدت الضفة الثانية في القرار باستصدار فتوى من علماء الحجاز. وقد بينوا من جهة ثانية أن الأسس العلمية المطروحة في ذات الإشكال تعتمد أساسا صحة قبلة المصلين، هذا الطرح حسب الضفة الأولى تعمم على ال 17 مسجدا بعنابة. الجدير بالذكر أن إمام البوني المرقي زاد من تأزم الوضع بعد أن شوه صورة المسجد في استغلال المنبر لأغراض خاصة، ومازاد الطين بلة صورته كإمام زادت من كسر حاجز الثقة بين المصلين والإمام بعنابة. نسيمة بوعصيدة