أعلن السيد حمادي الجبالي، الامين العام لحركة النهضة الاسلامية والرئيس الأسبق للحكومة التونسية، الاثنين، استقالته "بشكل نهائي" من الامانة العامة للحركة "مما يسمح بدعمها بجيل من الكفاءات وتشبيبها واصلاحها". وفي بيان له، أبرز السيد جبالي انه أطلع رئيس الحزب راشد الغنوشي كتابيا بقرار التخلي عن هذه المهمة "بشكل نهائي"، مبينا ان هذا الموقف "يجب ألا يفهم منه أنه محاولة لشق الحزب أو اضعافه" معتبرا ان هذه الاستقالة "مناسبة ومساهمة في دعم الحركة بجيل من الكفاءات من اجل تشبيبها وإصلاحها" وفق تعبيره. ومعلوم ان حركة النهضة الاسلامية تخلت عن السلطة التنفيذية في أواخر عام 2013 مباشرة بعد تبني دستور البلاد الجديد، تاركة المجال أمام حكومة تكنوقراطية غير متحزبة بقيادة مهدي جمعة لاخراج البلاد من الازمة السياسية التي استغرقت عدة اشهر. وحول احتمال ترشحه الى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها قبل نهاية سنة 2014، ذكر حمادي الجبالي ان هذا الامر "يبقى مفتوحا لكل الاحتمالات"، مبينا ان شروط وظروف اتخاذ مثل هذا القرار ليست متوفرة في الوقت الراهن". ووصف مراقبون استقالة الجبالي بأنها "تكتيكية وتمهد لترشحه" الى الانتخابات الرئاسية القادمة. وتولى حمادي الجبالي رئاسة أول حكومة تونسية تم تشكيلها بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي نظمت في 23 اكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة. وفي فبراير 2013 استقال الجبالي من رئاسة الحكومة إثر حادثة اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد، التي أدت إلى اندلاع أزمة سياسية حادة في تونس. وجاءت الاستقالة من رئاسة الحكومة بعد رفض حركة النهضة مقترحا من الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراطية غير متحزبة لاخراج البلاد من الازمة السياسية. ولفت مراقبون إلى أن عددا من اطارات حركة النهضة الإسلامية قدموا استقالتهم من بينهم منار إسكندراني ورياض الشعيبي، اللذان أعلنا في وقت سابق عزمهما تأسيس أحزاب جديدة مما يعني أن "التماسك التنظيمي الذي كانت حركة النهضة الإسلامية تتباهي به قد بدأ يتفكك".