بالرغم من أن حمادي الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة، استقال من رئاسة الحكومة بعد أن فشل في إقناع حزبه بقبول مبادرته المتعلقة بحكومة تكنوقراطية، إلا أن حركة النهضة لازالت متمسكة به كرئيس للحكومة القادمة، مع أنه أعلن بأنه لا ينوي حتى الترشح إلى الانتخابات التشريعية المقبلة، مما سيضع حركة النهضة وتونس ككل تحت ضغط أزمة جديدة. ولأنه من المستبعد أن ينجح راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في إقناع حمادي الجبالي بقيادة حكومة جديدة بالنظر إلى تمسك هذا الأخير بحكومة تكنوقراطية، إلا أن حركة النهضة مضطرة لاختيار أحد إطاراتها لتشكيل حكومة سياسية مطعمة بأسماء تكنوقراطية. وأعلن راشد الغنوشي أمس، أن الحركة لم ترشح بعد رئيسا جديدا للحكومة خلفا لحمادي الجبالي، الأمين العام للحركة الذي استقال أول أمس من رئاسة الحكومة، لكنه أشار إلى أن حركته بصدد الحديث مع رئيس الحكومة المستقيل وأمينها العام، حمادي الجبالي لرئاسة وتشكيل الحكومة المقبلة. وقال الغنوشي للصحافيين بعد محادثات أجراها مع الرئيس التونسي منصف المرزوفي ''لم نصل بعد إلى مرحلة اختيار أسماء المرشحين لتولي رئاسة الحكومة، نحن في اتجاه مزيد من التشاور''. مضيفا أن ''البلاد تحتاج إلى حكومة ائتلافية تشارك فيها الأحزاب والكفاءات بشكل أوسع، ونحن على اتفاق أن هذه الحكومة ينبغي أن تتشكل في وقت وجيز لا يتجاوز هذا الأسبوع''. وينص الفصل ال15 من القانون المؤقت للسلطة العمومية في تونس على أنه عند حصول فراغ في منصب رئيس الحكومة، يتولى رئيس الجمهورية تكليف مرشح الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد في المجلس التأسيسي بتشكيل الحكومة في أجل لا يتجاوز 15 يوما من تاريخ تكليفه بتشكيلها. ومن المقرر أن يستقبل المرزوفي مايا الجريبي من الحزب الجمهوري التي أعلنت مؤخرا أنها يمكن أن تساند حكومة ضيقة، تضم سياسيين وتكنوقراط، مع الإصرار على أن يترأسها الجبالي. على صعيد آخر دعا الاتحاد الأوروبي إلى إرساء حوار بين جميع القوى السياسية والاجتماعية وفعاليات المجتمع المدني في تونس للحفاظ على الخيار الديمقراطي للبلاد، وبلورة توافق سريع ضمن المؤسسات الانتقالية لاعتماد سريع للدستور والإعداد الجيد للانتخابات. من جهتها، قالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كآثرين آشتون في بيان لها أمس، أن الاتحاد الأوروبي يعرب عن احترامه لقرار رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي بالاستقالة، ويشيد بالعمل الذي أنجزه وروح المسؤولية التي أبداها.