في عام 1999 أسس الأمريكي فيليب روزدال شركة "ليندن لاب" بهدف تقديم خدمة جديدة لزوار الانترنت، وهي إمكانية الحصول على أراضي افتراضية، والقيام بتصميمها وبناء منازل عليها بحيث يستمتع زائر الانترنت بمنزله الخاص الذي يبدع فيه كما يشاء. ثم تطورت الفكرة الى تصميم موقع خاص يمكن زواره من العيش في حياة افتراضية، وكان ان أطلقت شركة "ليندن لاب" موقع الحياة الثانية second life في عام 2003. وموقع الحياة الثانية عبارة عن عالم افتراضي يقوم زائره باختيار معادل له أو avator يتنقل في هذا العالم كما يريد. يستطيع مثلا أن يختار أرضا ويبني فيها منزلا، وان يختار عملا ويمارسه بانتظام، بل وان يصبح له زبائن يقبلون على إنتاجه، وان يبيع ويشتري باستخدام وحدة النقود في العالم الافتراضي وهو دولار ليندن الذي يمكن مقايضته بالدولار الأمريكي. ويبلغ سعر الدولار الأمريكي 270 من دولارات ليندل. وتصل المعاملات المالية في موقع الحياة الثانية إلى عدة ملايين من الدولارات الأمريكية في كل شهر. ويملك زوار الموقع الحقوق الفكرية لما يبدعونه، الأمر الذي يعني انك إذا بنيت أو ابتكرت شيئا على الموقع يمكنك بيعه لغيرك من مستخدميه. فيليب روزدال ومعادله على موقع الحياة الثانية فيليب ليندن وبمجرد دخولك الموقع ستجد كثيرين من زواره يحاولون التعرف عليك، ويمكنك تكوين صداقات أو الدخول في علاقات حب أو غيرها. وخلال أكثر من أربع سنوات من عمر موقع الحياة الثانية تزايد الإقبال عليه حتى أصبح يعيش به أكثر من مليون فرد، كما حظي بتغطية إعلامية كبيرة. مجرد بداية إلا ان روزدال يرى أن كل هذا مجرد بداية لتطورات اكبر وأوسع. ويقول روزدال أن العالم الافتراضي على الانترنت يمر الآن بنفس المرحلة التي مرت بها شبكة الانترنت في مطلع التسعينات. ويضيف كثيرا ما نقرأ انتقادات للعوالم الافتراضية تشبه ما وجه من نقد للانترنت مثل أنها "غير منظمة"، وانه "لايمكن الوصول إلى شيء فيها". إلا ان روزدال يرى أن العوالم الافتراضية تمثل مستقبل شبكة الانترنت. يمكنك ممارسة العمل الذي تريده في الحياة الثانية أما السبب من وجهة نظره بسيط للغاية، وهو أن مواقع الحياة الافتراضية تطابق واقع حياتنا بشكل لا يوجد في غيرها من المواقع. وحسب ما يرى فان "العوالم الافتراضية تشبه العالم الذي نعرفه، لكنها تستفيد من قدرتنا على التنظيم والتذكر". ويضيف روزدال أن رؤية العالم الافتراضي ومن يعيش ويتحرك فيه تشكل عنصر جذب لزواره، وهو عنصر لا يتوافر في المواقع الأخرى. أما المشكلة التي تواجه مواقع الحياة الافتراضية فهي توفير برامج تمكن المستخدمين من التعامل مع هذه المواقع بسهولة كما هو الحال الآن مع شبكة الانترنت. ويضيف انه تم وضع برامج للتعرف على هوية المستخدم الأمر، الذي يحقق قدرا اكبر من الأمن والثقة لزوار موقع "الحياة الثانية"، كما انه يمنع من يقل أعمارهم عن 18 عاما من الدخول لمواقع خاصة داخل موقع الحياة الثانية. ويرى انه لو تحقق ذلك فسوف يتزايد الإقبال على مواقع الحياة الافتراضية بشكل هائل، خاصة وانه لا يوجد في العوالم الافتراضية حاجز اللغة الموجود في مواقع الانترنت الأخرى. ويضيف "نحن في المراحل المبكرة لتطور هائل". ويسعى روزدال الآن الى تبسيط التكنولوجيا المستخدمة في موقع الحياة الثانية، وجعلها أسهل في الاستخدام. إلا أن التكهنات حول مستقبل الحياة الثانية تزايدت مؤخرا بعد أن أعلن كوري اوندريجكا، المدير التكنولوجي للشركة والذي ساهم في بناء وتصميم موقع الحياة الثانية، انه سيترك عمله. إلا أن روزدال يقول أن الخلاف معه حول طريقة إدارة الشركة، وليس هناك خلاف استراتيجي. المصدر: bbc arabic