كانت فضاءات الانترنت في أيام العيد هذه ملاذ الكثير من عائلات المغتربين الذين تعذر عليهم قضاء أيام العيد وسط الأهل والأقارب داخل الوطن، فهي فرصة لها للتواصل معهم بالتحدث إليهم مباشرة عبر "السكايب" أو رؤيتهم عبر "الكاميرا ويب" بتكلفة رمزية. وقد أكد الكثيرون ممن إلتقيناهم بهذه الفضاءات، والذين اعتادوا بدورهم على استعمال هذه التقنيات المتطورة، على نجاعتها وسرعتها وتكلفتها المعقولة مقارنة بالهاتف النقال الذي تبقى تكلفته مرتفعة رغم انتشاره الواسع بالمقارنة بالخدمات المتطورة المقدمة عبر الانترنت، حيث يمكن للمتصل عبر هذه التقنيات التواصل مع أقاربه وأصدقائه بسرعة وفعالية أينما كان عبر مختلف مناطق العالم لوقت طويل وبأقل تكلفة، فالسعر المعمول به عبر مختلف الفضاءات يقدر ب60 دينار. وهو سعر معقول على حد تعبير أغلب الزبائن. "عمي أحمد"، سائق حافلة، له ابن مقيم بضواحي ليل الفرنسية ولأنه لم يمض وقت طويل على تواجده هناك، ولم يسوّ بعد وثائق إقامته لم يستطع قضاء العيد داخل الوطن، ويقول"عمي أحمد" "تعودت على استعمال الانترنت، فهي أفضل من الهاتف لنقص التكلفة من جهة ولأنها تمكنني من التحدث معه ورؤيته عبر شاشة الكمبيوتر في ذات الوقت.. كما تعودت على اصطحاب زوجتي من أجل التحدث مع ابننا وكم تكون فرحتها عارمة عندما تراه وهي تتحدث معه. وتقول "أمينة"، شابة في مقتبل العمر، "تعودت على التردد على مقاهي الانترنت بمناسبة وبغيرها من أجل الاتصال بخطيبي المقيم بإنجلترا وقد فضلت هذه الوسيلة نظرا للميزات الهامة التي تنفرد بها على غرار السرعة وقلة التكلفة وتمكني من رؤية خطيبي عبر الشاشة باستعمال أجهزة كاميرا صغيرة هي متوفرة حاليا عبر كامل مقاهي الانترنت". أما "محمد"، شاب مقيم وعائلته بالعاصمة الفرنسية باريس، ونظرا لارتباطاته المهنية تعذر عليه قضاء عيد الأضحى في أرض الوطن كما تعود ذلك عند أخته المقيمة بولاية مستغانم فيقول "هي أول مرة أقضي فيها عيد الفطر خارج البلاد ولكم أن تتصوروا إحساسي في هذا اليوم، فرغم أنني متواجد هنا مع أمي وإخوتي فلا يمكن تعويض أجواء العيد في الوطن، لذلك ألجأ إلى الانترنت من اجل الاتصال بالأقارب المتواجدين بأرض الوطن خاصة أختي التي تقبلت فكرة قضاء عيد الأضحى لهذه السنة من دوننا". من جهتم، أصحاب مقاهي الانترنت أبدوا ارتياحهم من الإقبال الكبير على هذه الفضاءات وكذلك الثقافة الجديدة التي أخذت تسري وتنتشر وسط الجزائريين، مع ازدياد الوعي فيما يخص استعمال هذه التقنيات الحديثة التي جعلت بحق العالم مجرد قرية صغيرة. ويضيف "محمد"، صاحب مقهى انترنت ببرج البحري، "يتزايد الطلب على هذه التقنيات خاصة في المناسبات والأعياد، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت مطلوبة مستعملة على مدار السنة من مختلف الفئات بعدما كانت في وقت ليس بالبعيد حكرا على فئة الشباب فحسب. نسيمة بلعباس