يعتقد الكثيرون أن لتغير نمط الغذاء دوراً مهماً في الإصابة بالقرحة المعدية، ويأخذنا الحديث عن قرحة المعدة لأنها شائعة جدا وتطال حتى الأطفال وبأعداد كبيرة ولأنها تُؤثر بدرجة بالغة على صحة الإنسان، ما لم يتم علاجها إذْ قد تؤدي إلى مضاعفات وتعقيدات صحية ليس من المبالغة اختصارها بالقول إنها مُهددة لسلامة حياة الإنسان ومقدمة لإصابته بأمراض كثيرة لعل أخطرها السرطان. يشتكي الكثير من الناس ومن مختلف الأعمار من أعراض القرحة المعدية التي تمنع العديد منهم من الاقتراب من مأكولات معينة نتيجة خوفهم من الآلام المبرحة و الحموضة التي تلازمهم بعد ذلك. ولا تخص قرحة المعدة فئة معينة أو سنا محددة فهي تصيب الناس على اختلاف أعمارهم وجنسهم يلجؤون إلى الاستنجاد بالطبيب، ولكن أكثرهم وأمام تكرار الأعراض يجربون مختلف الأدوية دون الرجوع إلى الطبيب ومنهم من يبحث عن مخفف لألم المعدة المبرحة لدى العشابين وخبراء الطب البديل. يقول السيد علي أحد المرضى استعملت كل الطرق لعلاج القرحة المعدية لكني وبمجرد التوقف عن تناول العلاج ألاقي نفس المشكل و يعود الألم من جديد وأكثر قوة من قبل، ومع أني تنقلت إلى اكبر الأطباء إلا أن حالتي تسوء بمجرد توقفي عن اخذ الدواء. هذا الرأي اجمع عليه عدد كبير من المرضى فهم يعانون من نفس المشكل عودة الآلام بعد توقف العلاج وملاذهم الوحيد هو الصيدليات التي تمنحهم مخففات ومسكنات للألم. يقول السيد سمير صيدلي إن الإقبال على شراء أدوية لأمراض الجهاز الهضمي زاد خلال فترة عيد الأضحى المبارك حيث يقبل الناس على تناول كميات كبيرة من اللحوم يخلون بسلوكهم هذا بالنظام الغذائي الذي اعتادوا عليه طوال السنة، وهذا الأمر يسبب لهم اضطرابا في الجهاز الهضمي وآلام حادة خاصة الذين يعانون من القرحة المعدية أو القولون وغيرها ويلجؤون إلى الصيدلي لاقتناء أدوية دون العودة إلى الطبيب في أغلب الأحيان للتخفيف قليلا من الألم الذي يلازم العديد منهم لأيام طويلة. '' الأسبرين قد يسبب تهيج بطانة المعدة '' قرحة المعدة ليست أمراً بإمكان المرء علاجها بنفسه، بل يجب الرجوع إلى الطبيب في حال تكرار الشكوى ووفق ما يراه الدكتور رياض طالحي أخصائي أمراض هضمية فإن تلك الحالات تستلزم اللجوء إلى استعمال المنظار على الجهاز الهضمي للكشف على الداء وفحص أسطح بطانة المريء والمعدة والاثني عشر. ومن خلاله أيضاً يتم أخذ عينات من أطراف القرحة لو وجدت كما يتم أخذ عينات من البطانة تلك لتبيان مدى وجود البكتيريا. كما يمكن إعادة العملية إذا استلزم الأمر لأسباب عدة، لعل من أهمها التأكد من شفاء القرحة نفسها. ويهدف العلاج إلى تقليل إنتاج المعدة للأحماض وكذلك القضاء على البكتيريا بالمضادات الحيوية حال إثبات وجودها. هذا مع الالتزام بالامتناع عن التدخين أو شرب الكحول وتحاشي تناول أدوية مسكنات الالتهابات مثل الأسبرين وتنظيم طريقة وأوقات تناول وجبات الطعام بما يُوفر الراحة للمعدة والمريء والاثني عشر. ويؤكد الدكتور طالحي أن تناول الأسبرين بكثرة يؤدي إلى تهيج بطانة المعدة أما الأعراض المصاحبة لقرحة المعدة فهي معروفة لدى الكثير من الناس ولا يخطئ العديد منهم في ربط ما يشعرون به بالقرحة المعدية، وهو الشعور بألم في الجزء الأعلى من المعدة مع الإحساس بالحموضة ويستمر الألم الحارق والحاد في أعلى البطن لأيام أو أسابيع ويقل حدوثه عند تناول الشخص الطعام أو مضادات الحموضة ثم يظهر ثانية عندما يكون الإنسان جائعاً وقد يوقظ الألم الشخص من النوم.. هذه هي الأعراض المعروفة لقرحة المعدة وهي أكثر أنواع قرحات الجهاز الهضمي انتشارا، كما أن تغيير نظام الأكل بصورة مفاجئة يؤدي إلى اضطراب الجهاز الهضمي مثل حدوث الم في المعدة أو على مستوى الأمعاء أو حدوث إسهال حاد وهو الشائع في فترة عيد الأضحى.