تشير مصادر طبية إلى أن الجزائر تسجل سنويا 30 ألف حالة جديدة للشلل، جراء الإصابة بمرض صدمة شرايين المخ خاصة لدى المصابين بداء السكري. ولعل السبب الرئيسي لحدوث هذه الصدمة هو الإفراط في تناول الدهون التي تعتبر السبب الرئيسي للإصابة بالعديد من العلل. وقد يتعرض المريض في لحظة مفاجئة إلى فقدان القدرة على التركيز لفترات محدودة تتراوح بين خمس دقائق وثلاثين دقيقة وتكون مقدمة لأزمة كبرى في المخ يجب العمل على تحاشي وقوعها وذلك بالإسراع في نقل المريض للمصالح المختصة وهو السبيل الوحيد لإنقاذه، لأنها إن وقعت فإن نمط الحياة يتغير تماماً، فبدلاً من التمتع بالحياة قد يتحول إلى مشلول أو معوق بأي صورة من الصور، وقد يواجه الموت المفاجئ. وحسب المصادر الطبية ذاتها، فإن أكثر من 80 % من الأزمات المخية تعود إلى تكوّن رواسب من الكولسترول والدهون تعرف باسم الصفائح، وزيادة حجم الصفائح تعمل على زيادة سمك سطح الشرايين؛ وهذا بدوره يؤدي إلى اضطراب تدفق الدم وعرقلته، مثل أي عائق يعترض في وجه سائل متدفق، مما يزيد من احتمال حدوث الجلطات. كما أن هناك عوامل أخرى قد تؤدي للإصابة بصدمة شرايين المخ تتمثل في ضغط الدم المرتفع؛ فإن نشوء قوة غير متحكم فيها من هذا الضغط يضعف من جدران الشرايين، ويمكن أن تسبب في انتفاخ الشرايين الصغيرة في المخ. وعلى أية حال فإن ضغط الدم يزيد من احتمال حدوث الصدمة المخية سواء كانت الشرايين منتفخة أم لا. وللوقاية من حدوث الصدمات، هناك عوامل لا يمكن التحكم فيها، بينما أن هناك عوامل أخرى يمكن التحكم فيها بالدواء وبتغيير نمط الحياة،غير أنه في بعض الحالات لا توجد أعراضاً ظاهرة، فإنه لا يمكن للشخص أن يعرف وجودها إلا بالحرص على الكشف الدقيق. ومن العوامل التي يمكن التحكم فيها نجد في مقدمتها زيادة مستوى الكولسترول الضار في الدم حيث يزيد من مخاطر الأزمات المخية، كما يتسبب ضغط الدم المرتفع في حوالي 40 % ممن حالات الصدمة المخية، زيادة على التدخين، حيث أثبتت الدراسات أن فرصة حدوث أزمة مخية تزيد بنسبة 50% لدى المدخنين إذا ما قورنت بغير المدخنين. وتبقى الوقاية خير من العلاج؛ ولتقليل فرص المخاطر ينبغي التحكم في الكولسترول والدهون والإكثار من تناول الخضراوات والفواكه وتجنب شرب الكحول تماماً.كما ينبغي المداومة على الرياضة المنتظمة، فإنها تخفف ضغط الدم وتساعد القلب في أداء عمله وتقلل من حدوث الأزمات. نسيمة بلعباس