تتسبب أمراض القلب والشرايين في 58 بالمائة من الوفيات بالجزائر، وتسجل الجزائر سنويا 80 ألف إصابة بأمراض القلب والشرايين عبر الوطن، والعدد مرشح للارتفاع حسب الأخصائيين، في حين تعتبر الصدمة القلبية الحادة السبب الأول للوفيات، وتحصد ضحاياها من كل الأعمار، خاصة إذا كانوا من ذوي الأمراض المزمنة. اختتمت أول أمس فعاليات الأبواب المفتوحة حول الوقاية من عوامل الخطر المسببة لأمراض القلب بالجزائر العاصمة، والتي كانت من تنظيم الجمعية الجزائرية لأمراض القلب، وذلك بالموازاة مع الأيام الدولية الخامسة لأمراض القلب التي احتضنتها جامعة تلمسان، ونظمتها جمعية محاربة تصلب الشرايين بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وشهدت شوارع ساحة أول ماي والبريد المركزي على مدى يومين متتاليين فعاليات أيام تحسيسية وتوعوية، حول مسببات أمراض القلب والشرايين حضرها جمهور غفير من المواطنين وأشرف عليها ممثلو مخابر أدوية قامت بتمويل المبادرة ك ''نوفانورديسك''، بالإضافة إلى أطباء مختصين من مستشفى مصطفى باشا الجامعي، بحيث تم تنصيب خيمتين كبيرتين على مستوى ساحة البريد المركزي وساحة أول ماي، وعلقت ملصقات تقدم عرضا موجزا للأخطار الكبرى والعوامل التي قد تسبب هذه الأمراض على غرار التبغ وارتفاع الوزن وغياب الحركة وارتفاع نسبة الكوليستيرول وارتفاع ضغط الدم. وفي حديث للصحافة أكدت رئيسة المؤسسة الجزائرية لأمراض القلب جازية أملال زياري أن ''أمراض القلب والشرايين تعتبر أول سبب وفاة في الجزائر، وبالتالي فإن علميات إعلام وتحسيس السكان حول العوامل المتسببة في هذه الأمراض ضرورية لذلك قررنا التقرب بشكل مباشر من المواطن عبر هذه الأيام التحسيسية''، وذكرت بأن الوفاة جراء هذه الأمراض تمثل 58 بالمائة من أسباب الوفاة في الجزائر، حسب الدراسة التي أجراها المعهد الوطني للصحة العمومية سنة ,2007 مؤكدة أن هذه الأيام تخص العمليات الوقائية الأولية لهذه الأمراض، خاصة وأن الجزائر تسجل 30 بالمائة من إصابات ضغط الدم في صفوف مواطنيها وحوالي 20 بالمائة من الجزائريين مصابين بداء السكري. وقد ارتكزت نصائح المختصين على ضرورة ممارسة الرياضة واعتماد نظام غذائي صحي، بالإضافة إلى تفادي القلق والتوتر الذي يعتبر من سمات هذا العصر ومساهم في الإصابة بأغلب الأمراض المزمنة والإقلاع عن التدخين لأنه سبب مباشر في أغلب الإصابات القلبية. أما التكفل بالصدمات القلبية، خاصة المفاجئة منها كالسكتة والذبحة الصدرية فيكون ناجعا في الساعات الأولى من الأزمة أي عند الشعور بالألم الحاد في الصدر مما يستوجب التحويل الاستعجالي إلى مصلحة أمراض القلب من أجل إجراء حقن مادة ''التروبوليزم'' التي من شأنها أن تخفف من الصدمة قبل مباشرة العلاج المكثف والمناسب لكل حالة. وتطرق المتدخلون خلال أشغال ملتقى الأيام الدولية الخامسة حول أمراض القلب الذي احتضنته جامعة تلمسان إلى الجانب الوقائي للحيلولة دون المزيد من انتشار هذه الحالات الخطيرة مركزين على عملية التوعية.