يسود قلق شديد في الجزائر حاليا إزاء تفاقم نسب الإصابة بمرض الزهايمر (الخرف) وكذا صدمات شرايين الدماغ وهو ما كشف عنه البروفيسور محمد أرزقي رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأعصاب والفيزيولوجيا العصبية، عبر مقال نشر على موقع إيلاف عن تسجيل نحو 60 ألف حالة إصابة جديدة بصدمات شرايين الدماغ كل عام، ما يؤدي إلى وفاة قرابة 20 ألف شخص سنويا، كما يصل عدد الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر إلى حوالي 100 ألف شخص، وهي نسبة عالية تطال كثير من المتقدمين في السن، وباتت تمثل هاجسا في أعين المراقبين. وأضاف ذات الموقع أن مراجع محلية لاحظت أنّ هذين المرضين باتا يمثلان ''مشكلين عويصين يلقيان بظلالهما على منظومة الصحة العامة في الجزائر، ما دفع السلطات هناك للمسارعة إلى بحث المشكل وإيجاد الحلول الناجعة من خلال عقد افتتاح الأيام الوطنية الثامنة لطب الأعصاب''، بينما أكد البروفيسور ''محمد أرزقي'' أنّ الأرقام المنشورة والتي تظل ''محض تقديرات'' لا تعكس مدى تطور الحالات المؤدية إلى الوفاة، حيث تفوق الإصابات بمرضي الزهايمر (الخرف) وكذا صدمات شرايين الدماغ، أربع إلى خمس مرات ما تخلفه حوادث المرور من خسائر في الأرواح'' وقالت مصادر طبية ل''إيلاف'' أنّ الصرع الذي يندرج ضمن خانة ''صدمات شرايين الدماغ''، يشمل نحو 300 ألف شخص، ويعاني كثير من هؤلاء من ضعف العناية والمتابعة تبعا لقلة أطباء الأعصاب بالجزائر وعدم تجاوزهم بضع مئات، في وقت يرى البروفيسور ''أحمد نجيمي'' أنّ حالة اللانظام التي تطبع حياة مواطنيه، من سوء النظام الغذائي وشيوع البدانة، والإفراط في التدخين وتعاطي السكر غير المعالج وعدم ممارسة الرياضة، إضافة إلى عدم التوجه إلى الأطباء في مراحل مبكرة من المرض، هذه العوامل مجتمعة أفضت إلى اشتداد الضغط الدموي وما يعقبه من شلل نصفي وصدمات شريانية بينما يربط مختصون هذا المنحنى التصاعدي في أعداد المصابين بالزهايمر والصدمات الدماغية إلى مخلفات الوضع العام في الجزائر والارتجاجات التي نجمت منذ نشوب أزمة العنف الدموي قبل 16 سنة، بجانب التباينات الكارثية التي تطبع الحياة المحلية على أكثر من صعيد.