أكد الأطباء والمختصون في مرض التوحد أن عدم إدماجها بمركز صحي مختص للتكفل بحالتها ومتابعتها صحيا ونفسيا سيساهم في تفاقم حالتها المرضية، أما هي فصرختها الوحيدة تعكس حلمها الذي عجز والدها أن يحققه ولو جانب منه لظروفه المادية.. صرخة صارة هي صرخة كل طفل في ربيعه الثامن ويحلم على غرار أقرانه أن يخرج من سجن المنزل إلى فضاء المدرسة ولكن. أعراب سارة، ذات الثماني سنوات، تعاني منذ ولادتها من مرض التوحد أو "الأوتيزم" بصورة جد حادة، إذ لم تتلق متابعة صحية جادة نتيجة للظروف المادية المتدهورة لوالدها العاطل عن العمل والمستعد لقبول أي فرصة عمل يجدها بعد أن طرق العديد من الأبواب قصد خلق مورد عيش إلا أن جميع الأبواب كانت موصدة على حد تعبيره، ليعول عائلته على المساعدات و بعض المال القليل الذي يجنيه من بعض الأعمال غير الدائمة، ما يمنعه من إدخال صارة إلى مركز يتابع حالتها التي تزيد تعقيدا يوما بعض يوم علاوة عن الوثائق الطبية التي تؤكد أن إعاقتها بنسبة 100بالمائة وبحاجة إلى متابعة صحية مستعجلة قصد التخفيف من أعراض مرضها والتقليل من معاناتها اليومية. ووصف والد سارة حالة ابنتها "لم تنطق بكلمة قبل أن تتم سنتها الأولى، وبعد ذلك لم تكن تحاول الكلام ولا الاتصال مع غيرها ولا تحبذ اللعب في مجموعة بل دائما وحيدة منطوية منعزلة..حركاتها وتصرفاتها غريبة وغير متوازنة وتصيبها أكثر من حالة صرع في يوم"، مضيفا بعيون متلألئة بالدموع "يؤلمني أن أرى ابنتي تعاني وتتألم لوحدها ولا أستطيع عمل شيء لها.." في حين أكد الأطباء النفسانيين أن مرضى التوحد يمكن مساعدتهم والتقليل من أعراض المرض وحدته في حال تم توفير العناية الصحية اللازمة والمتابعة النفسية الضرورية في سن مبكر. صارة التي تحلم بالالتحاق كل صباح بمدرسة أو مركز يضمها ويرعى ويطور قدراتها بطريقة علمية ونفسية مدروسة وتحت إشراف مختصين نفسيين لا يمكن استقبالها إلا في مركز واحد على المستوى الوطني يشترط 6000 دج شهريا كمصاريف شهرية وهذا ما يتعذر على الوالد دفعه وهو لا يجد قوت يومه وفي الوقت نفسه لا يقوى على مشاهدة ابنته وهي تصارع المرض وحيدة إذ أن تعقد حالتها النفسية يستلزم طريقة خاصة في التواصل والتعامل قصد إخراجها من عزلتها النفسية.. صرخة صارة يوصلها الأب الحائر القلق على مستقبل ابنته لكل محسن مع فتح المجال للاتصال مباشرة مع المركز بغية إيضاح الصورة أكثر والخروج من دائرة الشك والاحتيال. زين العابدين جبارة