توسّعت رقعة ضحايا "الحاج" صاحب الشّركة الوهمية لكراء المعدات والآليات والشاحنات والحافلات، بعد أن تأكد رسميا اختفاء صاحب المؤسسة عن الأنظار حاملا في حقيبته مئات الملايير، من عائدات بيع وتهرّيب ما يقارب الألف عربة وآلية عملاقة، وفي الوقت الذي كان فيه الحديث يدور حول أن غالبية الضحايا من مستفيدي لونساج ولاكناك، تبيّن أنّ من بين الضّحايا العشرات من رجال الأعمال والتجار والموظفين ورؤساء المصالح، غرتهم المزايا المادية الكبيرة التي أوهمهم بها في عقد الكراء الوهمي الذي وقعّه "الحاج" مع الضحايا، والمتمثلة في عقد عمل لمدة أربع سنوات من دون سائق، يحصل الزبون بموجبه على مستحقات شهرية تتراوح ما بين ال10 وال 30 مليون حسب نوعية المركبة. دفع هذا، الكثير من رجال الأعمال إلى الإسراع في تحويل عتادهم نحو مقر الشركة الوهمية الكائن على مستوى حظيرة تقع بالمنطقة الصناعية لحاسي مسعود بولاية ورڤلة، فيما لجأ موظفون وضباط إلى اقتناء سيارات خاصة من النوع المطلوب بكثرة من طرف "الحاج" وهي سيارات "الهيونداي أكسنت" والتي يقبلها صاحب المؤسسة الوهمية بمبلغ مالي قدره 10 ملايين سنتيم شهريا. وحسب مصادر أمنية للشروق اليومي، فإنّ عدد الضحايا بمختلف الولايات في تزايد رهيب، ولم تستطع الجهات المسؤولة حصر الرقم الحقيقي للضحايا لحد الساعة، بسبب عدم تقدم العشرات من الضحايا بشكاوى لأسباب مختلفة، في الوقت الذي تقول فيه ذات المصدر، بأن المتهم الحقيقي رأس العصابة "الحاج" قد تمكن من الفرار نحو مدينة العيون المحتلة، ثم توغل إلى داخل المغرب، مستغلا جنسية والدته المغربية الأصل، حيث من المحتمل إصدار مذكرة توقيف دولية في الأيام القادمة في حق الهارب، وتقول التحقيقات الأولية، التي باشرتها عناصر الأمن والدرك والتي مكنت من توقيف العشرات من المتهمين من وسطاء "الحاج" وشركائه عبر الولايات وخصوصا بوادي سوف وورڤلة وڤالمة، على أن رقم السجل التجاري الذي قدمه المعني في عقد الكراء الوهمي لا وجود له على مستوى غرفة التجارة ومصلحة السجل التجاري بولاية وادي سوف، فضلا على أن تسمية الشركة لا تملك قاعدة قانونية بالمؤسسات الحقيقية للدولة، كما أنّ الإسم المقدم لصاحب المؤسسة الوهمية، لا وجود له إطلاقا على أرض الواقع. وأمام ارتفاع عدد ضحايا الاحتيال الفريد من نوعه الذي تعرض له المئات من الضحايا على يد شخص واحد، وافتقاد الكثيرين لمورد رزقهم الوحيد بسبب تعرضهم لعملية سطو مقننة لعتادهم وآلياتهم، بدأت تظهر تباعا قوائم جديدة من الضحايا، ووسط حديث عن تعرض عائلة مكونة من ثلاثة إخوة لضياع ثلاث حافلات من نوع طويوطا في آن واحد، فيما قام آخر باقتناء ست سيارات أكسنت، اختفت دفعة واحدة، والغريب أن بعض الضحايا قام باقتراض أموال وآخرين باعوا مجوهرات زوجاتهم لشراء سيارات قصد تأجيرها، ليتفاجأوا باختفاء الذهب والسيارة معا، ما تسبب في إصابة عشرات الضحايا بنوبات قلبية، فيما حاول بعضهم الانتحار كما حدث في تمالوس بسكيكدة، في الوقت الذي لاتزال فيه التحريات والتحقيقات متواصلة.