توصلت تحريات مصالح الأمن المختصة في قضية الشركة الوهمية لكراء المعدات وآليات الأشغال العمومية، إلى مكان فرار المتهم الرئيسي الملقب "بالحاج " والمتواجد حاليا بمدينة العيون المحتلة من طرف المملكة المغربية بالصحراء الغربية. المعني اختفى عن الأنظار منذ أسبوع قبل انكشاف الفضيحة، التي راح ضحيتها مئات الشباب المستفيدين من مشاريع "أنساج" و" كناك"، حيث قدرت مصادرنا قيمة الأموال التي استولى عليها من عائدات بيع المركبات والعتاد 375 مليار سنتيم. و لكن مصالح الأمن نجحت في الإيقاع بأحد شركاء المتهم الرئيسي، ويتعلق الأمر بشاب كان يحرر عقود الكراء الوهمية، وبعض الوسطاء الذين تعاملوا مع المتهم بعدة ولايات، وأكدت التحريات أيضا، أن "الحاج" المحتال ينحدر من وادي سوف لأب جزائري و أم مغربية، أوقع بمئات الشباب من مختلف المدن الجزائرية، وخاصة من الجهة الشرقية للبلاد، ونجح في غضون ثلاث أشهر فقط، من جمع ثروة كبيرة، وتضيف ذات المصادر إلى أن قائمة الضحايا لا تزال مفتوحة كون البعض ليسوا على علم بالقضية. وتعود تفاصيل كشف الإحتيال إلى بداية الأسبوع الفارط على إثر تلقي مصالح أمن دائرة تقرت بولاية ورقلة محل إقامة المتهم الرئيسي شكاوى جماعية مفادها تعرضهم للنصب والاحتيال من قبل مجهول يملك شركة لكراء معدات وآليات الاشغال العمومية والمركبات، المسماة "الدعاء" يسيرها " ق. عبد الناصر" أوهمهم بأنه حائز على صفقات لمشاريع كبرى مع مؤسسات أجنبية عاملة في حقول البترول والغاز بالجنوب وهو بحاجة إلى عتاد. الشركة الوهمية استهدفت الشباب المستفيدين من مشاريع "أنساج" و"كناك" لتواجدهم في حالة بطالة معلنة أجبرتهم على الوقوع في الفخ، وتوصلت التحريات إلى وقوع ما يقرب 500 شاب من مختلف ولايات الشرق والهضاب ضحايا لدى الشركة الوهمية، أدعى أصحابها أن لهم عقود كراء لمدة أربع سنوات، بشرط تأمين العربة ضد كل المخاطر وأن تكون بدون سائق، بمقابل مادي شهري يتراوح ما بين ال 18 و 35 مليون سنتيم بحسب العتاد المؤجر، وفي حالة المطالبة باسترجاع العربة يجب على الضحية دفع 80 بالمائة من قيمة الصفقة لمدة أربع سنوات. المحتال ووسطائه الموزعين عبر مختلف الولايات يقومون باصطياد الضحايا واستدراجهم لحظيرة تابعة للشركة الوهمية تقع بمدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة للإمضاء على الاتفاقية، قبل تسليم العتاد أو المركبات، وبعد حلول مهلة دفع مستحقات الكراء المتبقية لأصحابها المقدرة بثلاثة أشهر، أتضح أن شركة "الدعاء" وهمية وأن الأشخاص الذين أبرموا معهم الصفقة في حالة فرار، ليتقدموا بشكاوى جماعية لمصالح الأمن إقليم اختصاص، التي باشرت التحقيق للكشف عن خيوط الفضيحة. وتشير ذات المصادر إلى أن مصالح الأمن المختصة باشرت الاستماع لمئات من الشباب الضحايا الذين اكتشفوا تعرضهم لأكبر عملية نصب واحتيال، حيث تبين بأن صاحب الشركة في حالة فرار بعد أن قام ببيع عتاد الضحايا في أسواق الخردة وتهريب بعضه لدول الساحل، وأكدت مصدرنا بأنه تم لحد الساعة استرجاع نحو 20 مركبة أغلبها سيارات ذات الدفع الرباعي وشاحنات، بينما تتواصل التحريات لاسترجاع باقي العتاد.