زارت "الشروق اليومي" عائلة بوخالفة، القاطنة بدائرة عين توتة بولاية باتنة، بعد وفاة ابنها، عبد الحق بوخالفة، الذي يدرس سنة ثالثة بقسم البيطرة بالمعهد الوطني للفلاحة والبيطرة، بدائرة تاورة ولاية سوق أهراس، الذي عثر عليه جثة هامدة داخل غرفته نتيجة سكتة قلبية. وبعد كثرة الإشاعات حول ظروف وفاته، والتي كادت أن تتحول إلى حركة احتجاجية طلابية، زارت "الشروق اليومي" العائلة وتحدثت إليها، أين كشف خال الضحية عبدالله بوخالفة، بأن الوفاة كانت نتيجة سكتة قلبية ووفاته لا يسودها الغموض كما تداول، وذلك بناء على تقرير الطبيب الشرعي. وتم اكتشاف جثته من طرف أحد زملائه، الذي حيره غيابه ووجده جثة هامدة فوق سرير نومه بغرفته التي كان يقطنها لوحده. عبد الحق وحيد والديه من الذكور، بين أربع بنات، كان ينوي تجسيد مشروع فلاحي استثماري في قرية بريش التي تعود أصول عائلته إليها، كان عاشقا للطبيعة ويحب العصافير ومرتبط بقوة بالريف إلى درجة أنه مواظب على زيارة تلك المنطقة. وكشف خال الضحية أن ابن أخته تحدث إلى والدته قبل الوفاة وأخبرها أنه سيقضي عطلة نهاية الأسبوع في مدينة عنابة، رفقة زملائه للابتعاد قليلا عن جو الدراسة. كما أضاف أنه دار بينه وبين زميله حديث ليلة وفاته وأخبره أنه متعب قليلا وبأنه مسافر. وكان له ذلك.. فقد سافر إلى العالم الآخر، حيث عرفت مدينة عين توتة إنزالا طلابيا لحضور مراسيم دفن عبد الحق. كما حدثنا خال الضحية عن ميولات ابن أخته الفنية، حيث جسد مؤخرا دور البطولة في فيلم تاريخي تم تصويره بمنطقة الأوراس وتحديدا بمنطقة بريش التي كانت معقل جيش التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية، حيث قدمت عائلته ما يزيد عن 20 شهيدا، وكان الضحية يبحث في كل مرة عن تاريخ وذكريات هذه المنطقة التي يعود أصله إليها والتي كانت مكانا سريا لقادة الثورة، أمثال بن بولعيد والحاج لخضر، أين زاده الأمر إصرارا على ترك بصمته بهذه المنطقة. وفعلا فلقد كان له ذلك بمشاركته في بطولة الفيلم التاريخي الذي تم تصويره مؤخرا بهذه المنطقة، وكان من المفروض استكمال بقية المشاهد والتي تنتهي باستشهاده.. ولكنه مات فانتهى فيلم الحقيقة والخيال أيضا.