واقع مرير تعيشه عائلة "كنافي" القاطنة بمنطقة "البعاطيش" أسفل المنطقة التاسعة بمعسكر منذ افتقادها لابنها "عبد النور" الذي لم يتجاوز سنه العاشرة، حيث خرج من البيت في اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك أي الخميس الماضي في حدود الحادية عشر صباحا دون رجعة وهو أصغر إخوته الستة (فتاتان وأربعة أبناء هو خامسهم). الشروق اليومي تنقلت إلى مسكن عائلة عبد النور حيث يتوافد المواطنون وأقاربهم لمؤازرتهم في مصابهم، وفي هذا الحي لا يوجد إلا حزن وبكاء وداخل المسكن فقدت العائلة الضحكة الكبيرة لابنها عبد النور عندما كان يداعب من قبل إخوته. ملامح البساطة والمحافظة بادية على العائلة بالرغم من أن بها أربعة أبناء يشتغلون كلهم في مصالح الأمن بمختلف أسلاكها كلهم مجتمعون أمام باب المسكن تتقدمهم الوالدة التي لا تفارق الدموع عينيها، وتكاد تفقد وعيها مما تراه من أحلام و أوهام في منامها منذ غياب ابنها لدرجة أن الآمال ترجع إليها كلما لمحت سيارة قادمة نحو المسكن، وهي تقول كلام المتأكد الواثق "إن ابني حي وأن خاطفيه يريدون إرجاعه إليّ لكن تخوفهم جعلهم يترددون، لكنه سيرجع". الطفل عبد النور، الذي يدرس في السنة الثالثة ابتدائي حيث أعاد السنة عدة مرات، يتردد كثيرا على قاعة الألعاب المحاذية للمسكن رغم صغر سنه نظرا لأنه محظوظ بحب جميع شباب الحي، قالت والدته بعدما غمرت الدموع عينيها إن آخر ما قام به هو أكله لقطعة لحم من أضحية العيد ومسح فمه وقال "آه شبعت".ومن وقتها لم يظهر له أثر. مصالح الشرطة القضائية التي استنفرت جميع أعوانها مشطت منطقة القواير والمنطقة التاسعة والبعاطيش، وحتى وديان المياه القذرة التي صعبت المهام، فقد تم نبشها علها تجد "عبد النور" لدرجة أن الوالدة أثنت أمامنا على جهود محافظ الشرطة رئيس المصلحة نور الدين محلي الذي بكى أمامنا وهو يرى "عبارات التعاطف"، وقد دعا المواطنين إلى الابلاغ عن أي جديد حضوريا أو عن طريق الهاتف حتى ولو بعدم الافصاح عن الاسم في الوقت الذي تباشر فيه مصالحه تحقيقاتها ويواصل أقاربه البحث عنه حيث أنه لحظة تواجدنا بالمسكن كان عدد من إخوته ووالده يبحثون عنه بدوار أولاد علة ببلدية سيدي قادة، حيث كانوا يقطنون قديما، أما الشرطة فقد استمعت لأقوال عشرات من المواطنين من أقاربه وجيرانه ورفقائه وكل من لهم صلة بالطفل ومن كانوا يترددون على الحي وقتها. وقال شقيقه "فتحي" العامل بقوات الجيش الوطني الشعبي الذي كان يبدو أكثر تأثرا أن طفلين أكد بأنهما رأيا شخصين وضعا في فمه شريطا ملصقا وخطفاه - المشهد مؤسف للغاية لدرجة أن الوالد انهارت أعصابه وشقيقه الشرطي أصيب بكسر بعد سقوطه والآخر أغمي عليه. قادة مزيلة