أكدت مصادر أمنية أن الخطة الأمنية الخاصة بالتصدي للعمليات الانتحارية في الجزائر دخلت حيز التنفيذ منذ أسبوع، وتتولى تطبيقها مصالح الأمن المتخصصة في مكافحة الإرهاب بالمدن والمناطق الحضرية. وأوضحت ذات المصادر ل"الشروق اليومي" أن المديرية العامة للأمن الوطني شرعت بالموازاة مع الخطة الأمنية الجديدة في تنظيم دورات تربصية وتكوينية موجهة في البداية لفرق مكافحة الإرهاب بالجزائر العاصمة حول أساليب التصدي للعمليات الإنتحارية كأسلوب إرهابي جديد في الجزائر، على أن يتم توسيع هذه الدورات لتشمل جميع فرق مكافحة الإرهاب عبر الولايات". وقال نفس المصادر بأن الخطة الأمنية الجديدة تأخذ بعين الإعتبار العناصر المستجدة في تنفيذ الهجمات الإرهابية ومن بينها أن الأسلوب الجديد للهجمات الإرهابية لا يستهدف الأماكن العمومية والأسواق ولا المناطق الشعبية والشوارع الكبرى الكثيفة بالمارة وإنما يستهدف مناطق تواجد الإدارات العمومية الكبرى، غير أن هذا لا يعني تخفيف الإجراءات الأمنية في الأماكن العمومية لأنها تعتبر نقاط عبور رئيسية، يستغل الإرهابيين كثافة الحركة في هذا الأماكن للتسلل بين المواطنين ومن ثم الوصول إلى أهدافهم. وكشفت مصادر متطابقة أن مدراء الأمن بمختلف المؤسسات الإستراتيجية التابعة للدولة في سياق الإستراتيجية الأمنية الجديدة تعليمات من وزارة الداخلية تلزمهم بتعزيز التدابير الأمنية وتكثيف عمليات المراقبة والتفتيش على محيط مقرات الهيئات والمؤسسات الإستراتيجية التابعة للدولة. وتنص التعليمات على مضاعفة عدد أعوان الأمن وعدد عناصر الشرطة المكلفين بالمراقبة والتفتيش عند المداخل الرئيسية لمقرات الهيئات التابعة للدولة، ولا سيما الوزارات التي تتواجد مقراتها في مناطق مكتظة بالسيارات أو بمحاذاة طرق رئيسية تعبرها السيارات بكثرة، مع توسيع حقل عمل أعوان الأمن الذي كان محصورا عند المدخل الرئيسي ليشمل حاليا كل محيط البناية، وزيادة على إجراءات التفتيش والرقابة الروتينية تم إلزام بعض أعوان الأمن بالوقوف على بعد أمتار من المؤسسات التي يعملون فيها في إطار الحيطة والحذر لأن المراقبة حسب التعليمات الجديدة يجب أن لا تقتصر عند مدخل المبنى فقط. كما تم تطويق جميع مقرات المؤسسات الإستراتيجية والهيئات العليا المتواجدة بشوارع تعبرها السيارات بسلاسل فلاذية مربوطة بقضبان حديدية ومتاريس على طول محيط البنايات ومنعت السيارات من التوقف في المساحات المحيطة بها، أو من المرور بمحاذاة أسوارها، كما تم حظر التوقف نهائيا على السيارات في بعض الشوارع. وتأتي التعليمات الجديدة بعد أسبوع من إعلان المدير العام للأمن الوطني العقيد علي تونسي في تصريحات للصحافة على هامش الاحتفال بعيد الشرطة العربية بالمدرسة العليا للشرطة بالأبيار عن اعتماد مصالح الأمن لخطة أمنية جديدة للتصدي للعمليات الإنتحارية، وقال لما سئل عن استعدادات رجال الأمن في التعامل مع المنعطف الجديد في مسار الإرهاب ''لدينا خطتنا في المواجهة... كونوا على ثقة من ذلك'' وتشمل الإجراءات الأمنية الجديدة جميع هيئات العليا والمؤسسات الإستراتيجية دون استثناء مثل وزارة الطاقة والمناجم الكائن بمفترق طرق منخفض تتدفق عبره السيارات من كل الإتجاهات، حيث تم نصب متاريس من الخراسنة المسلحة في شكل حواجز متتالية على طول محيط المبنى، وكذلك الأمر بالنسبة لمقر وزارة العدل كذلك، ومقري مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، ومقر مجمع سوناطراك بحيدرة ومقر وزارة العمل والضمان الإجتماعي بشارع محمد بلوزداد العتيق، الذي منع التوقف على بعد عدة أمتار حوله، كما وجه تنبيه لمدراء الأمن في الفنادق بضرورة اتخاذ كل احتياطات أمنية اللازمة لتأمين الفنادق الكبرى التي ستحتضن احتفالات رأس السنة الميلادية وهي الشيراطون، الأوراسي، السوفيتال، الهيلتون والماركير. جميلة بلقاسم