منذ سنوات طويلة ، وأنا أطرح على نفسي هذا السؤال : الى متى وأنا صامت ؟ فكثير من الناس، مثل الذئاب الجائعة، ينهشون لحمي باستمرار ويلطخون سمعتي، وسمعة والدي الرئيس الشاذلي بن جديد، وبقدرة هؤلاء الناس السيئين، أصبحت في مخيلة الرأي العام الجزائري "غولا مخيفا ورجلا فاسدا، وابن الرئيس المدلل الذي يسرق المال العام ولا يعاقبه أحد، صديق رجل الاعمال الفاسد رشيد موحوش الذي سرق بدعم مني 30 مليون دولار، ابن الرئيس الذي "هربه" الجنرال العربي بلخير، سفير الجزائر في المغرب حاليا، على متن طائرة رئاسية خاصة الى العاصمة الفنزويلية كاراكاس، حيث كان... والدتي حورية طلعي وليس حليمة بن جديد الحقيقة في ملف " توفيق بن جديد وموحوش طزطوزة والبنك الخارجي الجزائري" اسطورة تهريبي الى فنزويلا على متن طائرة رئاسية خاصة عندما اضطربت حياتي .. غادرت الى أمريكا العربي بلخير قال لي " لا تهتم بالامر ..أنا أيضا اتهموني سليمان بن جديد ، ابن عم الرئيس سفيرا هناك ، الابن الذي كان وما يزال ، يعوم في بحر من المال و يقوم بالصفقات المشبوهة ويستغل نفوذ والده ، ابن الرئيس الجشع والغني الذي تحول الى" بيلدوزر لا يلوي على شيئ " عندما كان والده رئيسا للجمهورية " وغيرها من الاوصاف القبيحة والتهم الشنيعة التي الصقت بي ، وبالرئيس الشاذلي بغير حق ، لكنني الآن ،و بعد مرور 16 سنة على استقالة أبي من منصبه الرئاسي ، ومواصلة تلطيخ سمعتي من طرف بعض وسائل الاعلام الجزائرية ، قررت أن أتكلم لأشرح للرأي العام موقفي من قضايا الفساد التي نسبت لي ، وأشرح وجهة نظري حول الاحداث المريرة التي عشناها ، أنا وأبي وباقي أفراد العائلة ، وهي وجهة نظر شخصية لا تعبر عن رأي الرئيس الشاذلي بن جديد ، ولا زوجته السيدة حليمة ، ولا تعبر عن وجهة نظر ابنائه الاخرين ، ان ما أقوله على صفحات " الشروق اليومي " يعبر عن وجهة نظري أنا ، توفيق بن جديد ، حول حكايات وقصص وأساطير ارتبطت بي أنا شخصيا ، وهي حكايات مغلوطة ومفبركة ومسمومة ، كان هدفها ضرب الرئيس الشاذلي من خلال ضربي أنا ، وتشويه سمعته من خلال تشويه سمعتي أنا ..لا أكثر ولا أقل... لهذه الاسباب فقط، قررت أن أتكلم.. تحرير: هابت حناشي يعتقد كثير من الناس أن والدتي هي السيدة حليمة زوجة الرئيس الشاذلي ، وهذا غير صحيح ، لأن حليمة هي زوجة أبي ، زوجته الثانية ، في حين أن والدتي هي حورية طلعي بنت الشيخ مسعود ، شيخ الزاوية الرحمانية المعروفة في ولاية الطارف ، وهي زاوية مشهورة تعنى بتدريس القرآن الكريم واللغة العربية والفقه ، كونت عددا كبيرا من الشبان ، بعضهم أصبحوا ضباطا كبار في الدولة الجزائرية . كانت والدتي ، وهي تقيم في عنابة الآن ، حاملا بي سنة 1963 عندما تم تعيين الشاذلي قائدا للناحية العسكرية الثانية ، وعندما ولدت ، سنة 1964 في عنابة ، لم تأتي والدتي لتقيم مع زوجها في وهران ، كان هو مشغولا بمهامه الجديدة ، خاصة وأنه عين في منطقة حساسة وفي ظرف خطير تميز باندلاع أزمة حادة بين الجزائر والمغرب ، في نفس الوقت ، كانت أمي ، التي تبلغ حاليا 76 سنة ، تعاني من متاعب صحية ، من مرض الصرع على الخصوص وكانت تعتريها نوبات متكررة ، لهذا تمت تربيتي، خلال سنواتي الاولى من طرف جدتي صالحة ، والدة الشاذلي رحمها الله ، التي توفيت في تاريخ لا يمكن أن ينسى ، وهو 12 جوان 1990 ، تاريخ الانتخابات البلدية التي فاز بها الفيس ، حيث قام والدي باداء واجبه الانتخابي في العاصمة ، ثم انتقل فورا الى عنابة لتشييع جثمان والدته مع رئيس الحكومة مولود حمروش وعدد كبير من الوزراء ، على رأسهم وزير الدفاع خالد نزار . رغم صغر سني ، كنت أشعر بالحرية في وهران، غير أن حياتي تغيرت عندما تم تعيين والدي رئيسا للجمهورية في بداية 1979. قدمنا الى العاصمة في صيف 1979 ، بعد انتهاء الموسم الدراسي ، ولم نقم ، في البداية ، في القصر الملحق برئاسة الجمهورية في حي المرادية ، فقد كان المنزل الذي يشغله الرئيس بومدين رحمه الله ، صغيرا ، حيث لم يكن لبومدين ابناء من زوجته أنيسة ، لهذا أقمنا في فيلا " عزيزة " وهي اقامة رسمية تابعة للدولة تقع في حي البشير الابراهيمي بالابيار، أقام فيها الرئيس بوضياف بعد عودته الى الجزائر ، ثم أصبحت مقر اقامة زوجته فتيحة ، لقد أقمنا هناك بضعة اسابيع ، حتى تم الانتهاء من توسيع بيت الرئيس في المرادية ، تم توسيعه حتى يكفي أفراد العائلة ، وهم 6 أبناء ، بالاضافة الى الرئيس وزوجته . ولأول مرة في حياتي ، بدأت أعرف " القفس الذهبي " ، حيث لم نكن نعيش بحرية مثل غيرنا ، كنا باستمرار تحت الحراسة ، نتنقل الى المدرسة تحت أعين الحراس ونعود الى البيت تحت أعينهم أيضا ، وهو وضع ، بقدر ما يجعل الحياة سهلة وفي متناولك ، بقدر ما يجعلك مقيدا ، مختلفا عن غيرك من التلاميذ ، وقد خلق لي هذا الوضع أزمة نفسية أثرت على دراستي ، وعلى مساري فيما بعد . أشهد الآن أنني كنت طفلاا شقيا لكنني تلميذ مجتهد ، متفوق في الدراسة ، وللأسف الجديد ، الحياة الجديدة التي بدأت أعيشها ، ووصول أبي الى رئاسة الجمهورية، أثر في بشكل مباشر ، ففي تلك الفترة ، منتصف الثمانينات ، بدأت اشاعات كبيرة تتسرب عن والدي وعائلته ، حيث تحولت ألسنة الكثيرين الى سكاكين حادة ، تنهش لحمنا جميعا ، ففي تلك الفترة ، تم تسريب اشاعات قوية عن تدخل زوجة ابي ، حليمة بن جديد في شؤون الحكم والسياسة ، ووجهت اتهامات الى والدي ، تقول أنه يعيش حياة مترفة ، يقوم بتبذير المال العام ، عكس الرئيس الراحل هواري بومدين ، ثم وصلت الاتهامات الى أنا شخصيا ، حيث اتهموني بالفساد وبعقد الصفقات ، خاصة فيما يعرف بقضية رشيد موحوش ،وتهريبي الى فنزويلا . هذه الحرب النفسية ، التي قام بها خصوم أبي في حزب جبهة التحرير وبعض مؤسسات الدولة الاخرى ، جعلت حياتي مضطربة ، وسببت لي مشاكل نفسية كبيرة ، وضغطا من الصعب تحمله ، وقد بذلت كل ما في وسعي ، لأبدو هائدا وعاديا ، غير أنني كنت ضعيفا ومتعبا نفسيا . في هذه الفترة ، سقطت في امتحان البكالوريا ، كان هذا أول سقوط مدرسي أعرفه ، وقد بدا لزملائي في الثانوية التي كنت أدرس بها ، وهي ثانوية بوعتورة في الابيار ، الامر محيرا ، " كيف يسقط ابن الرئيس ؟" كانوا يرونني شابا مدللا محميا من والده ، لكن هذا لم يكن صحيحا ، على العكس من ذلك كنت أكثرهم تعرضا للضغط والقلق . أمام هذا السقوط ، قرر والدي نقلي الى مدرسة أشبال الثورة بالقليعة ، قرر ذلك حتى " يعلمني الصرامة والدقة " ، وهناك ، تحصلت على شهادة البكالوريا , لكن ظروفي ، والاشاعات التي ترسب ضدي وضد الرئيس وزوجته لم تدفعني لمواصلة الدراسة في مؤسسات الجيش مثلما كان يريد والدي ، لم استطع تنفيذ رغبته في أن أكون ضابطا ، وهكذا ، سجلت لمدة اسبوع فقط ، في " لينيتا " لا أبدو عاقا أمام والدي ثم غادرتها للالتحاق بجامعة البليدة ، حيث درست الهندسة غير أنني قررت التوقف عن دراسة الهندسة ، والتحول الى مدرسة ..الحراس لدراسة الفلاحة . في هذه الفترة اندلعت قضية موحوش . موحوش طازطوزا في البداية ، أريد التأكيد على نقطة مهمة في قضية " رشيد موحوش المعروف "بطزطوزة " ، وهي عدم وجود علاقة صداقة بيني وبينه ، لم نكن أبدا أصدقاء ، كان هو رجل أعمال ، ينحدر من حي الجبل بالجزائر العاصمة ، ويملك مطعما في رياض الفتح ، هذا المطعم هو " القري روم " الواقع في أعلى الهضبة المطلة على مقام الشهيد .كانت علاقتي به مجرد علاقة زبون بصاحب مطعم ، لا أكثر ولا أقل ، وقد بدأت هذه القضية ، في سنة 1987 ، عندما تم تسريب معلومات للصحافة الاجنبية على الخصوص ، أخبارا تقول أنني مشترك مع موحوش في تحويل 30 مليون دولار ، وهو مبلغ ضخم جدا مقارنة بقسمة العملة في ذلك الوقت ، هذه الاشاعات وصفت القصة كما يلي " باعتبار أنني صديق موحوش ، تدخلت ، بدعم من ابي رئيس الجمهورية ومن العربي العربي ، رئيس ديوان الرئاسة ، لدى مدير وكالة البنك الخارجي الجزائري في قصر المعارض بالمحمدية ( قرب الحراش ) ، لمنحه مبالغ مالية بالعملة الصعبة ، وأن هذا الاخير ، قام بتوفير مبالغ كبيرة لرشيد موحوش ، بلغت قيمتها 30 مليون دولار ( 240 مليار سنتيم ) ، ولما اندلعت القضية ، تم اخراجي منها ، بواسطة العربي بلخير ، مثل اخراج الشعرة من العجين ، وتم تهريبي على متن طائرة رئاسية خاصة الى كراكاس ، حيث كان ابن عم والدي ، سليمان بن جديد ، سفيرا للجزائر هناك ، في حين تمت التضحية برشيد موحوش ، حيث حكم عليه بالاعدام ، وباحكام مشددة على مدير البنك وعدد من مساعديه ، بالاضافة الى متورطين أخرين في القضية ، بينهم شبان بزناسية كانوا يعملون مع رشيد موحوش . . ان هذه القضية مفبركة وليست صحيحة ، انها حلقة من مسلسل الاشاعات التي طالت الرئيس وأفراد عائلته ، خاصة أنا توفيق بن جديد وزوجته حليمة ، وقد اعترف رشيد موحوش نفسه ، عندما خرج من السجن في تصريح نشرته احدى وسائل الاعلام في الجزائر ووقعه هو شخصيا ، أنني أقحمت اقحاما في هذه القضية ، ولا علاقة لي بها لا من قريب ولا من بعيد . سوف أقدم الآن ، ولأول مرة موقفي من هذه البقضية . كنت في تلك الفترة ، مثل غيري من الشبان ، أتردد على بعض المطاعم في العاصمة ، وعلى بعض الاماكن التي يتوافد عليها الشبان في مثل سني ، أحد هذه المطاعم التي كنت أتردد عليها ، مطعم رشيد موحوش ، وهو مطعم جميل يقع ، مثلما قلت ، في رياض الفتح ، ولم يحدث أن توطدت علاقتي بصاحب المطعم ، ان كل ما في الامر هو أن صاحب المطعم ، رشيد موحوش ، كان يأتي الي ، عندما أذهب الى المطعم ليدردش معي ، بصفتي ابن الرئيس ، وأحيانا يدفع هو ثمن الوجبة التي أتناولها مع أصدقائي ، وكنت أرفض تصرفه هذا أ لكن بلطف وأدب ، فليس من الياقة أن تكون عنيفا مع شخص يقدم لك هدية. إن علاقتي مع هذا الرجل لم تتعد هذا الاطار ، اضافة الى ذلك ، لك يكن مستوانا متقاربا حتى يكون صديقا لي أو أكون صديقا له ، فأنا كنت في ذلك الوقت طالب جامعي ، لي أصدقاء معروفين ، في حين كان هو مجرد شاب " بزناسي " أو رجل أعمال مبتدئ ، أكثر من ذلك ، لم أكن أنا في حاجة في شاب مثل موحوش لابرم صفقات مشبوهة للحصول على المال ، فلقد عشت دائما في وضعية مريحة ، كان ابي ضابطا كبيرا قبل أن أولد ، وقد وفر لي ، ولافراد عائلته ، حياة كريمة ، أغنتنا عن ابرام الصفقات والاعمال ، لا المشبوهة ولا غير المشبوهة . بدأت قصة موحوش ، باتفاق عقده مع مدير البنك ، بطريقة غير قانونية ، يقوم بموجبه مدير البنك بتسليم مبالغ مالية بالعملة الوطنية وليس الاجنبية لرشيد موحوش ، حيث يقوم هذا الاخير بتوظيف هذه الاموال في مضاربات غير شرعية ، ثم يعيدها الى مدير البنك خلال أسابيع قليلة ، أربع أو خمس أسابيع ، يتحصل من خلالها مدير البنك على عمولة يتم الاتفاق عليها مسبقا . ان مثل هذه التصرفات معروفة ، ويقوم بها عدد كبير من مسؤولبي الوكالات البنكية والمراكز المالية ، وهي معاملات غير قانونية ويعاقب عليها القنون ، وقد انفجرت القضية ، سنة 1987، عندما عجز موحوش ، أو رفض ، ارجاع المبالغ التي سلمت له في وقتها ، وهكذا ، عندما أجرت مفتشية البنك الخرجي الجزائري عملياتها الحسابية ، وهي عمليات مراقبة تجرى مرة في الشهر أو كل ثلاثة أشهر ، عثرت على الثغرة المالية ، وهي ثغرة تقدر بحوالي 4 أو 5 مليار سنتيم ، وليس 30 مليون دولار مثلما أشيع . وهكذا تفجرت القضية ، ويجب أن أسجل نقطة مهمة ، تجاهلت وسائل الاعلام ، التطرق اليها ، وهي أن موحوش ، لم يذكر أبدا في التحقيقات التي أجريت معه اسمي ، ولا مرة واحدة ذكرني فيها ، والذي أقحم اسمي لأول مرة ، هو محاميه . قال محاميه خلال المرافعات ، ان توفيق بن جديد شريك فعلي لرشيد موحوش ، وهو الذي ربط العلاقة بين موحوش ومدير البنك ، فلماذا لم تحققوا معه ، لماذا لم تستعدوه للمحاكمة ؟ وطالب المحامي بصرورة جلبي للمحاكمة . وهكذا ، تمكن هذا المحامي من قلب القضية رأسا على عقب ، وتمكن من توجيه طعنة ، ليس الي أنا شخصيا ، انما الى والدي ، وهذا بغير وجه حق . عندما أثار المحامي هذه الزوبعة ، اشتدت الحملات والاشاعات ضدي وضد والدي ، ففي تلك الفترة ، خرجت الى الرأي العام ، الاخبار المتعلقة بحياتي ، كانت تلك الاخبار تقول أنني شاب مستهتر، كنت رفقة رشيد موحوش ، بالتجوال على متن فيراري حمراء اللون ، نعتدي على بنلات الناس ، ونتعدى حدود الادب ، ونتجاوز في حق غيرنا من المواطنين . ان هذا الكلام فارغ ، ولا اساس له من الصحة ، حيث لم أملك في حياتي كلها سيارة من نوع فيراري ، لا حمراء ولا بلون أخر ، كنت دائما ، ومن يعرفني يبشهد بذلك ، شخصا يحترم نفسه ، صحيح ، كنت في بعض الاحيان أتفاخر ، كوني شابا مراهقا ، أمام رفاقي وزملائي ، حيث كنت أملك سيارة من نوع " بي . م " ، لكنني لم أتعدى أبدا حدود الادب ، فالحمد لله ، رباني والدي على احترام النفس واحترام الاخرين ، رباني على الاخلاق والادب . لم يكتف أصحاب السوء ، بتلطيخ سمعتي بقضية موحوش ، أضافوا اليها الكثير من التوابل ، حتى تصبح وجبة شهية ،فقد سربوا لوسائل الاعلام ، اخبارا مغلوطة عن قيام الجنرال العربي بلخير ، رئيس ديوان الرئاسة ، بأمر من والدي ، بتهريبي الى كاراكس للاقامة لدى السفير الجزائري لدى فنزويلا ، سليمان بن جديد ، وهو ابن عم الرئيس والمدير السابق للخطوط الجذوية الجزائرية ، ثم قالوا أنني هربت ملايين الدولار التي سرقتها من البنك الخارجي لاستثمارها في فنزويلا ، وأنني أسست بهذه الاموال شركة نفط واشتريت آبار بترول في فنزويلا . مرة أخرى ، ان جوابي الوحيد على هذه الاشاعات المسمومة ، هي أن قدماي لم تطأ ابدا الاراضي الفنزويلية .انني لم أزر ابدا سليمان بن جديد في فنزويلا ، لا قبل ولا خلال ولا بعد انفجار قضية موحوش . عندما انفجرت قضية موحوش اضطربت حياتي بشكل كبير وخطير ، كنت طالبا في السنة الثالثة مدرسة الحراش ...وهكذا ، قررت التوقف عن الدراسة ، فقد كان رفاقي ينظرون الي بنظرة الشك والريبة ، يرونني رجلا فاسدا ، ينهب المال العام ولا يعاقبه أحد . كان والدي يعرف حقيقة الموقف ، فقد كنت أعيش معه تحت سقف واحد ، كما كنت أعيش أيامي تحت أعين عناصر الامن ، فقد وضعنا ، نحن أبناء الرئيس تحت الحراسة المستمرة ، منذ اندلاع قضية مصطفى بويعلي سنة 1986 واستحواذ رجاله على الاسلحة والذخيرة من مدرسة الشرطة بالصومعة ، كانت عائلة الرئيس مستهدفة ، لهذا كنت أعيش تحت الحراسة 24 ساعة على 24 ساعة ، وكان عناصر الامن يقدمون لوالدي تقارير يومية عن نشاطاتي وتحركي ،لهذا السبب كان يعرف أن " قصة رشيد موحوش " مفبركة ، وأن المستهدف منها هو شخصيا ، لكن من خلال استهدافي أنا . غير أنني رفضت موقفه الصامت ، كان أبي يقول أنه من الصعب الرد كل مرة على الاشاعات ، خاصة وأنها مجرد اشاعات أولا ، وكثيرة ثانيا ، كان لا يرى أي ضرورة للاهتمام بمثل هذه الاشياء الصغيرة ، لكن أنا ، كنت أرى عكس ذلك ، فرغم صغر سني ، وعدم اهتمامي بالسياسة ، فقد كنت أرى أن الامور قد تفلت في أي لحظة ، حيث ازداد حجم الاشاعات ، وبدأت تطال ، ليس هو فقط بصفته رئيسا للجمهورية ، انما طالت زوجته ، والآن وثلت الى ابنه ، ولا أحد يدري الى من ستصل غدا ، وهكذا، توجهت بنفسي الى رئاسة الجمهورية ، لمقابلة العربي بلخير . طلبت منه اصدار بيان رسمي لتكذيب هذه الاشاعات ووضع حد لها ، والانتباه الى مخاطر انفلات الوضع ، لكن الرجل طلب مني عدم الاهتمام بالامر ، لأنه أمر عادي أن يتعرض الرئيس أو ابنه الى الانتقاد أو الاتهام ، قال لي بلخير " أنا أيضا اتهموني بالفساد ، نسبوني الي أشياء كثيرة ولم أرد عليها " . في الحقيقة لم أكن مرتاحا لموقف العربي بلخير ، فالصمت يعتبر عاملا مغذيا للاشاعات ، وهو ما حدث بالفعل في تلك الفترة . أمام هذا الموقف ، طلبت من والدي ارسالي الى الولاياتالمتحدة ، وقد وافق على الفور بعدما شعر وأحس بأنني أصبحت مضطربا ، أصبحت شبه معقد نفسيا ، تؤلمني الاتهامات ويؤلمني صمتي .وبالفعل خلال ايام معدودة ، طرت الى الولاليات المتحدة ..الى العاصمة واشنطن . (...يتبع) الحلقة الثانية.. غدا