كشفت اللقاءات الأولية، التي أجرتها مستشارة الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، مع المسؤولين الاسرائيليين، عمق الهوة في المواقف بين اسرائيل ودول الغرب بما يتعلق بالملف الايراني، في وقت رجح المدير العام الاسبق للجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية عوزي عيلام، ان تكون ايران قادرة على انتاج قنبلة نووية بعد 10 سنوات، على الاقل. وانتقد عيلام بشدة سياسة بنيامين نتانياهو في الملف الايراني، مؤكداً ان "رئيس الحكومة والسياسيين من حوله قاموا بادخال الرعب، الذي نحن في غنى عنه، في قلوب المجتمع الاسرائيلي وذلك لاغراض سياسية". وكان نتانياهو اصر امام ضيفته الاميركية على موقف بلاده المتعنت ازاء ايران، وطالب ب"اتخاذ قرارات اشد حزما لمنع قدرتها على تطوير القنبلة النووية"، فيما شددت رايس على موقف الادارة الاميركية، الذي يرى بالمسار الديبلوماسي الوسيلة الانجع لوقف المشروع النووي الايراني. وفيما تطرق البيت الابيض في بيان له الى ما طرحته رايس في اسرائيل وتأكيدها امام نتانياهو بان الاتفاق مع ايران سيضمن عدم وجود اي ابعاد عسكرية وبأن واشنطن لن "تسمح لايران بالحصول على سلاح نووي"، ابقت اسرائيل اللقاءات بعيدة عن وسائل الاعلام، وفي ظهور لنتانياهو امام ممثلي منظمة "اصدقاء الجيش الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة" لم يتطرق بتاتاً الى زيارة رايس ولا الى قاءاتها، لكنه استحضر الملف الايراني، عبر تكرار سياسة بلاده المحذرة من ان ايران تسعى لابادة اسرائيل ولصنع قنبلة نووية لتحقيق هذا الهدف. وشدد نتانياهو على ان "اسرائيل ستعمل كل جهد لحظر حيازة ايران على امتلاك القدرة على انتاج قنبلة نووية". وعبر عن "قلق" بلاده من التوصل الى اتفاق اسماه ب"السئ" يساعد ايران على الحفاظ على قدرتها لتطوير السلاح النووي. وقال ان "ايران تملك اليوم آلاف أجهزة الطرد المركزي وآلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب لإنتاج القنبلة". ومن شأن اتفاق سئ أن يتيح لها الحفاظ على هذه القدرة، وعليه، شدد نتانياهو على "عدم التوصل الى اتفاق مع ايران افضل من التوصل الى اتفاق سيء". والزيارة هي الاولى لرايس الى اسرائيل وحضرت تحديداً من اجل البحث في الملف النووي الايراني وتنسيق المواقف بين الطرفين، عشية استئناف المحادثات بين طهران الدول العظمى في فيينا. ورافقها في الزيارة رئيس طاقم المفاوضات مع ايران فاندي شيرمان ومسؤولون امنيون ومن الاستخبارات لهدف الاطلاع على المحادثات التي ستجري حول العلاقة الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. الى ذلك، رجح المدير العام الاسبق للجنة الطاقة الذرية الاسرائيلية عوزي عيلام، ان "تكون ايران قادرة على انتاج قنبلة نووية بعد 10 سنوات على الاقل". وقال في مقابلة خاصة مع صحيفة "يديعوت احرونوت"، ستنشر تفاصيلها في عدد غد الجمعة:"انه يجب اعطاء الخطوات الديبلوماسية المتخذة بهذا الشان فرصة لتنجح، وذلك الى جانب مواصلة العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران". وعبر عيلام عن عدم اقتناعه برغبة ايران في الحصول على السلاح النووي، قائلاً انه يحتمل انها ترغب فقط في البقاء على عتبة الحصول على هذه القدرة بغية تقوية نفوذها في المنطقة.