تعيش مصالح الحماية المدنية بمركب "تونيك" الضخم الكائن ببوسماعيل شرق تيبازة حالة استنفار قصوى منذ 31 ديسمبر 2007 للتدخل تحسبا لوقوع أي حادث أو اندلاع أي حريق أو شرارة قد تتسبب في كارثة تكبد المجمع خسائر كبرى، لاسيما داخل المصانع ومخازن الورق بسبب انتهاء آجال عقد التأمين الذي يربط مجمع تونيك بالشركة الجزائرية للتأمين دون أن يقوم مسؤولو مجمع تونيك بتجديد العقد، أو توقيع عقد آخر، في انتظار انتهاء المفاوضات بين الحارس القضائي رشيد بوراوي ومسؤولي الشركة الجزائرية للتأمين "لاكار" لتجديد عقد التأمين معها أو توقيع عقد آخر مع شركة أخرى. وفي هذا الصدد أوضح الوسيط التجاري للشركة الجزائرية للتأمين السيد بدر الدين صالحي في اتصال مع "الشروق اليومي" أن "شركة التأمين "لاكار" قامت بإخطار مسّير مجمع تونيك يوم 27 ديسمبر بضرورة تجديد عقد التأمين، أو على الأقل التوقيع عليه لتأمين ممتلكات المجمع ثم التفرغ بعدها لأخذ الوقت الكافي في التفاوض حول قيمة العقد، غير أن مسير المجمع طلب من الشركة الإلتزام بتقديم عرض جيد قبل التوقيع، وهكذا انتهت آجال التأمين دون التوصل إلى اتفاق،"بالرغم من أن "لاكار" قدمت العرض المتعلق بالعقد الجديد للحارس القضائي يوم 29 ديسمبر، حسب ما هو مدون في الوثائق التي حصلت عليها "الشروق اليومي"، إلا أنها لم تتحصل على رد "بالقبول أو الرفض"، ما اضطر مسؤولي شركة التأمين إلى توجيه رسالة للرئيس المدير العام للمجمع من أجل إبلاغه بأن مجمعه في خطر ولا يمكنه الحصول على أي تعويضات إن وقعت أي حوادث أو كوارث في المجمع بكامله"، علما أن مركب تونيك يحوي مخازن كبرى للورق، فضلا عن العتاد والماكنات الضخمة ويمكن أن تتسبب شرارة بسيطة في كارثة. وأكد المتحدث في تصريح للشروق اليومي أن "مجمع تونيك" لم يعد مؤمّنا لدى الشركة الجزائرية للتأمين منذ 31 ديسمبر 2007، لأن آجال العقد الذي يربطه بنا انتهت"، مضيفا "نحن نتبرأ من أي مسؤولية على أي حادث يمكن أن يقع أو خسائر قد تتعرض لها ممتلكات المجمع ابتداء من ديسمبر 2007، لأن مسؤولي تونيك تأخروا في توقيع عقد التأمين، ما عرض المجمع للخطر"، علما أن تونيك يدفع سنويا ما بين 10 ملايير و14 مليار سنتيم لشركات التأمين لتأمين ما يعادل 70 مليار دينار من ممتلكاته واستثماراته، أي 7000 مليار سنتيم، وهو ما يساوي مليار دولار". غير أن الحارس القضائي "بوراوي رشيد" المعين لتسيير المجمع مؤقتا إلى غاية تسديد قروضه مكذب أن تكون ممتلكات المجمع غير مؤمّنة، وقال في هذا الصدد "فعلا لقد انتهت آجال عقد التأمين منذ 31 ديسمبر 2007، لكننا نتفاوض حاليا مع مسؤولي الشركة الجزائرية للتأمين، وقد منحتنا تأمينا مؤقتا إلى غاية انتهاء مرحلة المفاوضات، ولذلك، فإن ممتلكات مجمع تونيك مؤمّنة، مضيفا "نحن نعتبر تصريحات ممثل "لاكار" محاولة للضغط على تونيك من أجل دفعها إلى تجديد العقد مع الشركة الجزائرية للتأمين "لاكار"، لذلك قاموا بتوقيع العقد وأحضروه لي جاهزا وطلبوا مني التوقيع عليه، لكنني لن أوقعه قبل التفاوض معهم وقبل أن يمنحونا التخفيضات الكافية، ولن أخضع للضغوط التي يمارسونها علي، لأنني أرفض أن يقوم أي واحد بوضع السكين في رقبتي". وقال"لاكار قدموا لنا عرضا كبيرا، قيمته تساوي ضعف بعض العروض التي تقدمت لنا بها بعض الشركات، ولهذا رفضنا التوقيع على العقد"، قبل أن يضيف "هناك عدة شركات تتنافس حول هذه الصفقة كل واحدة تريد أن تظفر بعقد التأمين مع تونيك، لأنه يقدر بالملايير، ولأن نسبة العمولة فيه مرتفعة وكبيرة جدا، لدي على المكتب خمسة أو ستة عروض تقدمت بها شركات التأمين التي تنشط في السوق الجزائرية وسأختار من بينها العرض الأفضل، لأن "لاكار" ليست وحدها في السوق ولسنا مضطرين لتجديد العقد معها إذا لم يعجبنا عرضها، أو إذا لم تقدم لنا عرضا جيدا ولم تقدم لنا تنازلات وتخفيضات كتلك التي تقدمها نظيراتها". وعن موعد تجديد العقد قال المتحدث "لدي الوقت لمدة أسبوع لدراسة كل العروض بدقة"، وأكد الحارس القضائي أنه جدد العقد الخاص بالتأمين على المركبات والشاحنات مع شركة التأمين "التحالف" التي كان تونيك متعاقدا معها السنة الماضية. وعن الخطر الذي تواجهه ممتلكات تونيك قال المسير القضائي بوراوي "كل شيء في تونيك مؤمن، الممتلكات.. الأشخاص ..المسؤولون..."، علما أن تونيك استفاد من تعويضات قدرها 2,7 مليار خلال سنة 2007 ولولا عقد التأمين لذهب كل هذا المبلغ كخسائر. "الشروق اليومي" اتصلت برجل الأعمال عبد الغني جرار، مالك مجمع تونيك، بخصوص المخاطر التي يواجهها المجمع، غير أن هذا الأخير رفض الإدلاء بأي تصريحات للصحافة، مكتفيا بتأكيد خبر انتهاء آجال عقد التأمين بين تونيك والشركة الجزائرية للتأمين منذ 31 ديسمبر 2007"، مضيفا "لكن هناك مفاوضات لتجديده"، و"هذا كل ما يمكنني قوله لكم في الوقت الراهن وإذا أردتم أي معلومات أخرى اتصلوا بالحارس القضائي، لأنه المكلف بتسيير المجمع في الوقت الراهن". جميلة بلقاسم