لم يكن الأربعاء الماضي يوما عاديا بالنسبة لسكان وأهالي مدينة سدراتة الواقعة على مسافة 54 كلم نحو الجنوب الغربي من مقر عاصمة ولاية سوق أهراس، والذين حج الكثير منهم في موكب من السيارات منذ الساعات الأولى منذ الصباح باتجاه مطار رابح بيطاط بولاية عنابة، وهذا لانتظار ابن المدينة الذي تألق وحقق النجومية في نهائي ألحان وشباب عبد اللّه كورد والذي كان مقررا وصوله على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية في رحلتها بين الجزائر العاصمة وعنابة. وعلى الرغم من تأخر الطائرة التي كان على متنها عبد اللّه رفقة ابنة منطقة الطارف صاحبة أحسن صوت المتألقة سرور إلاّ أن الأحباب والخلاّن من عائلتي النجمين بقوا في الانتظار سويا بعدما تولدت بينهما علاقة شبه عائلية داخل بهو مطار محمد بوضياف، أين تبادلوا العناوين وأرقام الهواتف فيما بينهم، وعند الساعة الثالثة وعشرين دقيقة حطّت طائرة الخطوط الجويّة الجزائرية، وبلهفة وشغف كبيرين تم استقبال النجمين من طرف الأحباب والأصحاب وأفراد العائلتين إضافة إلى عدد من الفضوليين الذين أثارهم المشهد ففضلوا الاقتراب أكثر لمصافحة وتقبيل عبد اللّه وسرور، قبل أن تمتطي سرور سيارة عائلتها بينما امتطى عبد الله سيارة مجهّزة من نوع رونو ترافيك فضّل والده عمي عبد الحفيظ قيادتها بنفسه، وكان الطفل باديس نوري البالغ من العمر ثلاث سنوات هو أول من استقبل عبد الله وسلّم عليه بعد نزوله من الطائرة وبعده والده عبد الحفيظ ثم شقيقته الوحيدة الطيّبة، لتنطلق بعدها قافلة من السيارات باتجاه مدينة بن مهيدي لمرافقة موكب سرور قبل العودة باتجاه مدينة الحجار ومنها إلى مدينة عنابة، وبالتحديد إلى ساحة الثورة (الكور) أين قامت 17 سيارة مزينّة براية العلم الوطني وصور النجم عبد الله كورد بدورة شرفية في قلب مدينة عنابة، مما شد انتباه المواطنين الذين وقفوا لتحية الموكب بالتصفيقات والأهازيج، قبل أن يغادر الموكب مدينة عنابة باتجاه مدينة قالمة عبر الطريق الوطني رقم 21، وفي حدود الساعة السادسة وعشر دقائق وصلت سيارات الموكب وفي مقدمتها سيارة إسعاف تابعة للقطاع الصحي بمدينة سدراتة إلى مدينة الثامن ماي 45 أين جابت الشارع الرئيسي بوسط المدينة، وبعد دورة عبر شارع سويداني بوجمعة توجه الوفد باتجاه مدينة سدراتة عبر الطريق الوطني رقم 80، وفي حدود الساعة السابعة والربع وعلى وقع منبه سيارة الإسعاف، وبمدخل مدينة سدراتة كانت عشرات السيارات تنتظر وصول الموكب لمرافقة عبد الله كورد إلى مقر البلدية أين كان الجميع في انتظاره من الرجال والشباب الذين استقبلوه بالورود وتحت التصفيقات والصفير والأهازيج، وبعد الدخول إلى القاعة الشرفية للبلدية وفي زحمة الحاضرين أشاد مدير الثقافة لولاية سوق أهراس ورئيس بلدية سدراتة بالإنجاز الذي حققه ابن المدينة العائد إليها بتتويج مستحق بلقب الطبعة الأولى لألحان وشباب. وفي حرارة أجواء الاستقبال وجّه عبد الله علانية كلمات الشكر والثناء لأبناء مدينته، حيث قال بالحرف الواحد (لقد اشتقت لكم كثيرا، وإني أعترف أنكم ساهمتم في نجاحي بمتابعتكم المتواصلة لمشواري وتصويتكم علي عن طريق الرسائل القصيرة، وإن ذلك دين لكم في رقبتي سأرده لكم بوفائي والتزامي في فني) وقد ألهبت هذه الكلمات القاعة، وفي الوقت الذي عاد فيه عبد الله كورد لامتطاء سيارة رونو ترافيك باتجاه منزله العائلي المتواجد بالطابق الثالث للعمارة رقم 03 بحي صالح السوفي بمدينة سدراتة فقد فضل الشباب والأطفال امتطاء السيارات التجارية والتوجه إلى الحي أين وجدوا جميع النسوة تطل من الشرفات لاستقبال الموكب بالزغاريد، وفي غمرة الفرحة العارمة ووسط حشود مستقبليه توجه عبد الله بصعوبة كبيرة ناحية مدخل العمارة طالبا من الجميع السماح له بالصعود لملاقاة والدته الهادئة والتي استقبلته بفرحة عارمة امتزجت فيها فرحة اللقاء بزغاريد الفرحة بالتتويج والنجاح، وهو ما أثار مشاعر جميع الحاضرين من الأحباب والخلان والجيران وكل أبناء سدراتة الذين تنقلوا تلك الليلة إلى حي صالح السوفي (عمارات الجدارمية) لمشاركة عائلة كورد فرحتها، وبعد أن وصل إلى داخل المسكن بصعوبة والتقى بأمه وباقي النسوة من العائلة اللائي اكتضت بهن الشقة المتكونة من ثلاث غرف فقط، أطل عبد الله من شرفة المسكن وشكر الجميع من الأصدقاء والأحباب قبل أن ينصرفوا جميعا، بينما ارتأت "الشروق اليومي" التي رافقت موكب عبد الله كورد في رحلته من مطار رابح بيطاط بعنابة إلى مسكنه بمدينة سدراتة الانفراد بوالده عبد الحفيظ لخطف منه بعض التصريحات المتعلقة بتفاصيل الحياة الشخصية والخاصة جدا والتي تنفرد بنشرها "الشروق اليومي" التي تعذّر عليها التقاط صور تلك الأجواء بسبب رفض عبد الله كورد لذلك بسبب العقد الذي يربطه بشركة "مغرب فيلم". حاول ترتيل القرآن ثم أدى الغناء! أكد عبد الحفيظ كورد أن موهبة الغناء عند عبد الله ظهرت منذ الصغر، فعند دخوله الكتّاب في السن الخامسة من عمره لحفظ القرآن الكريم، كان كل يوم وبعد عودته إلى المنزل يحاول ترتيل وتجويد الآيات التي حفظها، وعند دخوله إلى المدرسة الابتدائية في السن السادسة بدأ يطّلع على الأناشيد ويؤديها خاصة خلال المناسبات والحفلات المدرسية طيلة الطور الابتدائي، وعند انتقاله إلى متوسطة بعرورة عبد العزيز وبدايته تعلم مادة الموسيقى اكتشفه أستاذه بن زرارة مصطفى الذي شجعه وكان يكلفه بأداء الأناشيد والأغاني المدرسية في كل مناسبة خاصة خلال حفلة عيد العلم. لم ينجح في البكالوريا فاشتغل في الجبس عندما فشل عبد الله في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، لم يعد السنة واختصر الطريق نحو الحياة العملية، فأرغمه والده على العمل معه كحرفي ديكور، وهي المهنة التي لم يستطع عبد الله التأقلم معها، وقد روى لنا والده عبد الحفيظ أن عبد الله لم يكن يعشق من المهنة سوى الترحال والسفر، وكان يحب التنقل عبر الحافلة من سدراتة إلى سطيف أو إلى بجاية لجلب البضاعة، كما أن الوالد يذكر جيدا أن ابنه عبد الله، ومن شدة تعلقه بالغناء، كان يسافر من سدراتة إلى الجزائر العاصمة على متن الحافلة واقفا في أغلب الأحيان على طول مسافة الطريق للمشاركة في إحدى الحفلات أو العروض الغنائية الجزائرية واللبنانية. ولعل ما يؤكد على ولعه وعشقه للفن أنه كان يتنقل خلال السنتين اللتين قضاهما بمعهد الموسيقى في عنابة إلى مدينة سدراتة كل نهاية أسبوع وآلة العود لا تفارق يده، وأنه سبق له أن شارك في الاختبارات الأولى لستار أكاديمي اللبنانية بالجزائر إلاّ أنه لم يتم الاتصال به لحد الساعة. كرمّه الوالي واستمع له الأمين العام لجامعة الدول العربية لقد كانت بداية الحياة الفنية للنجم الصاعد عبد الله كورد جد ناجحة، فبعد أن تم تكريمه رمزيا في الطور الثانوي من دراسته من طرف إبراهيم بن قيو والي ولاية سوق أهراس منتصف التسعينيات، تشرف عبد الله كورد بتاريخ 12 جانفي 2007 بحضور حفل افتتاح تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية أين أبدع في أداء مديح ديني لفرقة الحضرة التونسية، وهذا بحضور كل الإطارات السامية للدولة الجزائرية يتقدمهم رئيس الحكومة وكذا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وهو ما يعتبر مفخرة للعائلة ولكل الأحباب والأصدقاء وكل سكان مدينة سدراتة الذين ساعدونا في مسيرة ابني. عصام بن منية في غياب تام للمسؤولين رجاء تحظى بتكريم جيرانها وأصدقائها أنغام القرقابو والساكسون وزغاريد النسوة المنطلقة من الطابق الرابع في عمارات "قارة" بحي العزوني بمغنية، كانت الحدث صبيحة الأمس، حيث أبى جيران وأصدقاء عائلة مزيان الا تهنئة بطلتهم التي صنعت الحدث طيلة الأيام الماضية. رجاء ورغم التعب الشديد الذي كان باديا عليها إلا أنها استقبلت ضيوفها ورقصت معهم قبل أن ترحب بالشروق اليومي، معتذرة عن إجراء أي حوار نظرا لتعبها الشديد (وصلت مغنية في ساعة متأخرة من الليل) لكنها لم تنس التعبير عن فرحتها ورضاها بالنتيجة التي جاءت حسبها لتؤكد أن مغنية ليست فقط مدينة التهريب والمخدرات. فنجاح "رجاء" يؤكد أن الطينة موجودة وبقليل من الإمكانيات قد تظهر كفاءات جديدة، لكن ماوقفت عليه الشروق اليومي لا يعكس هذا الأمر، فرجاء قد تصبح بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، فرغم أن هذه الشابة صنعت الحدث وبامتياز إلا أن غياب كبار وصغار مسؤولي مغنية عن استقبال فلة الصغيرة أثار جملة من التساؤلات، الوالدة من جهتها خانتها العبارات وبدت جد متأسفة نظرا لتعب ابنتها الذي لم يمكنها من استقبالنا مطولا، كما عجزت عن التعبير عن سعادتها في حديث صحفي، مكتفية بالإشارة إلى الفرحة التي أدخلتها ابنتها على قلوب سكان المدينة. سميح. ب أنيسة شبوبة ل "الشروق اليومي": عائلة "الكورد" أهدتني القرآن الكريم عادت الآنسة أنيسة شبوبة إلى بلدتها عين مليلة ولاية أم البواقي أول أمس، حيث وجدت نفسها بين أهلها ولكنها بعقلية فنانة ناضجة كما قالت ل "الشروق اليومي": "استفدت كثيرا من ظهوري في ألحان وشباب.. لم أكن أعرف كيفية الوقوف على خشبة المسرح ولا النظر إلى عدسة التصوير.. ولا تعابير الوجه وطريقة المشي على الخشبة"، أنيسة بدت أحلامها لا تقاوم عندما قالت "لو أحكي لكم عن أمنياتي لن تكفي صفحات "الشروق""، واسترسلت "صرت الآن مشهورة، الجميع يعرفني"، وركّزت على أنها الآن لن تعود إلى الوراء مهما كان.. كل هذا طبعا في انتظار تحقق وعود شركة (مغرب فيلم) بإنجاز ألبوم لكل فنان وكليب، وأيضا تحقيق حلم الغناء الطربي للجالية الجزائرية في أوربا. نسيمة عاشقة متميز للطرب العربي من فايزة أحمد إلى فيروز إلى أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وكلها أغاني لم تعد موجودة في مطالب الشباب، وعن ميولها في الدور النهائي اعترفت بأنها تمنّت فوز (الكورد) ورأت بأنه يستحق التتويج أكثر من رجاء.. كما اعترفت بأن عائلة (الكورد) زارت مسكنها في عين امليلة الذي يبعد عن سدراته بولاية سوق اهراس (مسكن الكورد) بحوالي 200 كلم وقدمت لها هدية ثمينة عبارة عن لوحة بها القرآن الكريم. أنيسة، لم تجد بعد مكانا لتعليق هاته اللوحة الثمينة بالنسبة إليها، تفكير أنيسة الآن يصب في البحث عن عمل قار في تخصصها "علم الأحياء الدقيقة"، فهي متخرجة من المركز الجامعي بأم البواقي خاصة أن مبلغ المئة مليون الذي تحصلت عليه فتح شهيتها للعمل وللفن. ب. ع عائلة داود عادل تصاب بإحباط رافقت جريدة "الشروق" المتسابق المغضوب عنه في ألحان وشباب عادل داود، من طرف المسؤولين بسبب بعض التصرفات التي اعتبرها المسؤولون بأنها غير أخلاقية، واعتبرها هو بأنها حقه ومن واجبه الدفاع عنه. وقد انفجرت قضية عادل مع المسؤولين بسبب مطالبته الدائمة بالغناء ما يحلو له، مما استفز الأساتذة منذ وصل الخبر إلى المسؤولين حيث تدخل السيد عامر بهلول ووقعت بعض المناوشات الكلامية بينهم، مما جعله يدخل خانة المغضوب عنهم، حيث حرم من إظهار المقطع الغنائي الذي قدمه مع وردة في القاهرة، وهو ما رد عليه في الجزائر بانسحابه من البرايم قبل نهايته وتحجج بالمرض، مما جعل الأساتذة يتذمرون من التصرف، وفي البرايم الأخير منع بتاتا من الغناء وحرم من جائزة مثل أصدقائه، وهو ما أثار احتجاجه مرة. وقد عبرت عائلته على استيائها من عدم حصول ابنها ولو على جائزة تشجيعية، وهو من ساهم بصوته في إنجاح البرنامج، واعتبرت عائلة داود بأن ابنها تعرض لمؤامرة فنية لتحطيمه وتعترف بأخلاق ابنها العالية وهو من عائلة كبيرة بولاية المسيلة، وقد تجمهر عدد لا بأس به عند بيت عادل لاستقباله وبعثوا برسالة عبر جريدة "الشروق" ناشدوا مسؤلي ألحان وشباب بالاهتمام بابن بلدتهم لأنهم يعتبرون ذلك؛ مفخرة لهم ولولايتهم. سهيل.ب كواليس وصول الطلبة مطار عنابة شهد حركة غير عادية يوم الأربعاء بسبب وصول المتسابقين عبد كورد والمتسابقة سرور مما أربك المسافرين وكذا بعض الفضوليين لرؤية عبد الله في مقدمة الحشود، وبعد أن رأوا عبد الله كانت طائرتهم قد أقلعت. وصول المتسابقة رجا مزيان إلى مدينتها بمغنية حيث لم تجد أحدا في استقبالها إلا عائلتها وكأن سكان مغنية اعتبروا مشاركة رجا باللاحدث. عادل داوود هو الآخر وصل متأخرا إلى بيته حيث وجد عائلته في انتظاره ومجموعة من أصدقائه حيث انطلق من العاصمة برفقة أحد أصدقائه بسبب عدم توفر مدينة مسيلة على مطار، وعدم جاهزية مطار بوسعادة الذي يعتبر الأقرب. أنيسة شبوبة هي الأخرى لم تصدق بأنها أصبحت نجمة ومعروفة على المستوى الوطني وفرحت جدا بالجائزة لأنها سوف تحل لها عدة مشاكل كانت عالقة منذ دخولها ألحان وشباب. رصدها سهيل.ب