قرر منظمو رالي داكار 2008 إلغاء السباق للمرة الأولى في تاريخه لأسباب أمنية، حسب ما أعلنت عنه أمس اللجنة المنظمة في العاصمة البرتغالية لشبونة، والتي كان يفترض أن ينطلق الرالي منها اليوم السبت ويستمر حتى 20 جانفي ليختتم في العاصمة السينغالية داكار بعد قطع ستة آلاف كليومتر. وتم إلغاء السباق بعد ورود تهديدات من قبل تنظيم القاعدة بمهاجمة الرالي والقيام بأعمال إرهابية في موريتانيا التي يمر أكثر من نصف مراحل الرالي عبر أراضيها. وجاء في بيان اللجنة المنظمة: "بعد اتصالات عدة مع الحكومة الفرنسية، اتخذنا قرار إلغاء رالي داكار 2008 بعد تهديدات من منظمات إرهابية". وأخذت اللجنة في قرارها بعين الاعتبار أن أربعة سياح فرنسيين لقوا مصرعهم في 24 ديسمبر جنوب شرق نوقشط، كما تعرض أربعة جنود موريتانيين لهجوم مسلح من مجهولين الأسبوع الماضي أودى بحياتهم. واتهمت السلطات جماعات إسلامية مسلحة بالوقوف وراء العمليتين، قبل أن ترجح فرضية اتهام عصابات الإجرام العابر للحدود. غير أن تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي قطع كل الشكوك وتبنى العملية لاحقا، وتبين من تعقب أثر منفذي اغتيال الجنود الأربعة وجود أعداد كبيرة من السيارات رباعية الدفع، كانت تعد لمخطط كبير يهدف الى تصفية جميع الجنود في الثكنة والاستيلاء على مخازن السلاح. وهذه هي المرة الأولى منذ 30 سنة أي تاريخ بداية السباق الذي يغيب فيها رالي داكار، ما ترك علامات استفهام كبرى حول مستقبله رغم التأكيدات الكثيرة بتنظيمه من جديد في العام 2009. وكان الرالي قد ألغى منتصف التسعينيات، لأسباب أمنية، الجزء الجزائري من الرالي الذي كان يقطع جنوب الصحراء. ورحبت فرنسا بقرار منظمي سباق رالي داكار إلغاء السباق. وأثنى وزير الخارجية برنار كوشنير على ما وصفه "شجاعة وحكمة" المنظمين لهذا السباق، الذين "أخذوا بالحسبان الشروط الأمنية"، وكان رئيس الدبلوماسية الفرنسية أوضح أن وزارة الخارجية أعلمت منظمي السباق بأنه من "الخطر" المرور عبر موريتانيا، وقال "هذه مهنتنا وقد حذرناهم بأنه خطر، ويعود إليهم (منظمو السباق) أن يقرروا". وكانت الخارجية الفرنسية نصحت، في 28 من الشهر الماضي، السياح الراغبين بالذهاب إلى موريتانيا ب"اختيار جهة أخرى أو إرجاء سفرهم إليها وعدم الذهاب لقضاء أعياد نهاية السنة". وأثار ذلك غضب الموريتانيين، وقال وزير الخارجية الموريتاني، إن الخارجية الموريتانية ستتصل بالخارجية الفرنسية لطلب توضيحات حول تلك التصريحات، وحرصت موريتانيا على التأكيد طوال أيام أنها أخذت جميع الاحتياطات من أجل أمن وسلامة المتسابقين. ودفعت لذلك بثلاثة آلاف عنصر من قوات الجيش والأمن إلى المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية، بمحاذاة سير خط الرالي في محاولة لإنقاذه لكنها لم تقنع المنظمين. عبد النور بوخمخم