علمت الشروق اليومي من مصادر أن محكمة سيدي أمحمد تجري تحقيقا حول قضية تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات، تورط فيها تونسي من جنسية فرنسية رفقة خمسة أشخاص آخرين مازالوا في حالة فرار، ينشطون ضمن شبكة دولية لتهريب المخدرات والمتاجرة فيها، حيث ألقي عليه القبض بميناء الجزائر وبحوزته كمية من المخدرات تقدر ب128 كلغ وهو بصدد تهريبها من الجزائر إلى فرنسا مرورا باسبانيا. تعود وقائع هذه القضية إلى 19 جوان الماضي عندما كان الجمارك بميناء الجزائر يقومون بتفتيش المسافرين المتوجهين إلى مدينة أليكانت الاسبانية على متن الباخرة "أورو اكسبريس" التابعة للشركة البحرية الاسبانية، وعلى إثر ذلك تم ضبط كمية من المخدرات تقدر ب128 كلغ من نوع القنب الهندي مهيأة على شكل مربعات كل مربع يحتوي على 2 كلغ، عثر عليها مخبأة بالعجلات الأربعة لسيارة الرعية التونسي (ب. عادل) وهي من نوع "طويوطا لاند كرايزر" حمراء اللون. وكإجراء أولي تم حجز السيارة والمخدرات والهاتف النقال من نوع "نوكيا" ملك للمتهم رفقة مبلغ مالي بالعملة الصعبة يقدر ب 43 أورو و60 سنتيما بالإضافة إلى الوثائق الشخصية لهذا الأخير. وحسب ماصرح به المتهم (ب. عادل) أثناء إلقاء القبض عليه فإن المخدرات التي عثرت بحوزته جلبها من مدينة وهران محاولا تهريبها خارج التراب الجزائري باتجاه فرنسا مرورا على مدينة اليكنت الاسبانية. وعن ظروف هذه العملية وأطوارها صرح هذا الأخير بأن حيثيات القضية تعود إلى منتصف شهر ماي المنصرم، أثناء تواجده بإحدى الحانات بليون رفقة صديقه (ب. سليم) وهو مختص في المتاجرة بالمخدرات في مدينة ليون، عرض عليه هذا الأخير فكرة جلب المخدرات من الجزائر، وفي المقابل يتحصل على مبلغ مالي يقدر ب10000 اورو كعمولة لتمريره المخدرات عبر الحدود بالإضافة إلى تحصله على السيارة المستعملة في التهريب. بعد قبوله للفكرة ربط اتصالات مع أشخاص يقيمون بمدينة وهران لهم صلة بشبكة دولية للمتاجرة في المخدرات، وهكذا التحق المتهم (ب. عادل) بالأشخاص المعنيين والذين ذكرهم بالأسماء وهم عمر ومحمد ومصطفى، بتاريخ 2 جوان، اذ وصل إلى الجزائر قادما من مرسيليا عبر الميناء، ووجد باقي أفراد الشبكة بانتظاره وقاموا بمرافقته إلى وهران ونزل بفندق هناك، وبعد 15 يوما تلقى مكالمة هاتفية من المدعو عمر أخبره فيها بأن سيارته جاهزة لمغادرة وهران، وهي محملة بالمخدرات، وهكذا ألقي عليه القبض بعد يومين عندما كان في أهبة مغادرة التراب الوطني بميناء الجزائر باتجاه اسبانيا. وحسب آخر مستجدات التحقيق الذي مازال في أطواره الأولى فإن المتهم الرئيسي (ب. عادل) يبلغ من العمر 23 سنة مقيم بليون بفرنسا وهو تونسي من جنسية فرنسية، أقر أثناء إلقاء القبض عليه في جوان المنصرم بالجرم المنسوب إليه، وأبلغ مصالح الشرطة عن أعضاء العصابة الآخرين المتورطين في القضية وهم (ب. سليم) ، و(س. عبد الرحمان) وكلاهما يقيمان بليون فرنسا. أما بالنسبة للثلاثة الآخرين فهم من الغرب الجزائري، وهم من المحترفين في ميدان التهريب الدولي للمخدرات يحملون جنسيات مختلفة (فرنسية، تونسية، جزائرية ومغربية)، ومازال التحقيق جار لحد الآن لكشف هوية هؤلاء العناصر حيث صدر أمر بالقبض عليهم. إلهام بوثلجي