شكك منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاوي المعروف ب"أبي محمد المقدسي" في إعلان قيام "دولة الخلافة" من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، وأبرز موقفه، مجددا، من تنظيم الدولة الذي يرفضه ونزع عنه الشرعية، بعد خروجه من تنظيم القاعدة بقيادة الظواهري. وقال المقدسي معلقا على موضوع الخلافة "كلنا يتمنى رجوع الخلافة وكسر الحدود ورفع رايات التوحيد وتنكيس رايات التنديد ولا يكره ذلك إلا منافق، والعبرة بمطابقة الأسماء للحقائق ووجودها وتطبيقها حقا وفعلا على أرض الواقع، ومن تعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه". وأضاف في بيان له نشر على موقع "المنبر والجهاد"، الأربعاء "الذي يهمني جدا هو ماذا سيرتب القوم على هذا الإعلان والمسمى الذي طوروه من تنظيم إلى دولة عراق ثم إلى دولة عراق وشام ثم إلى خلافة عامة، هل ستكون هذه الخلافة ملاذا لكل مستضعف وملجأ لكل مسلم؛ أم سيتخذ هذا المسمى سيفا مسلطا على مخالفيهم من المسلمين، ولتشطب به جميع الإمارات التي سبقت دولتهم المعلنة، ولتبطل به كل الجماعات التي تجاهد في سبيل الله في شتى الميادين قبلهم". وأبرز ما جاء في رسالة منظر التيار الجهادي، توجيهه تحذيرا شديدا لمن سماهم "الوالغين في دماء المسلمين كائنا من كانوا"، وقال موجها حديثه لهم "لا تظنوا أنكم بأصواتكم العالية ستسكتون صوت الحق، أو أنكم بتهديدكم وزعيقكم وقلة أدبكم وعدوانكم ستخرسون شهاداتنا بالحق لا وألف لا، فسنبقى حرسا مخلصين لهذا الدين، وحماة ساهرين على حراسة هذه الملة نذب عنها تحريف المحرفين وانتحال المبطلين وتشويه الغلاة والمتعنتين وغيرهم من المشوهين". ودعا قيادة التنظيم الخارجي على حد تعبيره إلى التوبة والعودة إلى طريق الحق والجادة، كما دعا فيها جنود التنظيم للخروج عليه. وهذه الرسالة هي أول رد على بيان تنظيم الدولة الإسلامية بعد قيام "الخلافة" تحت قيادة البغدادي، والثانية من نوعها بعد رسالة أولى من داخل السجن، انتقد فيها المقدسي منهج تنظيم "الدولة".