أكد منظّر التيار السلفي الجهادي المعتقل في السجون الأردنية عصام البرقاوي الشهير بأبو محمد المقدسي "انحراف" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، ورفع الغطاء الشرعي عن الداعش، نافيا بشدة اتهام مقربين من تنظيم الدولة له بإصدار رسالة حملت هذا الموقف منه قبل نحو أسبوع "تحت الضغط"، في إشارة فهم منها أنها اتهام للمقدسي بالخضوع لضغوط من أجهزة أمنية أردنية، مشككين في فحوى و مضمون الرسالة التي أصدرها منظر الجماعات الجهادية الشيخ المقدسي. وجاء في رسالة صوتية من ثلاثة مقاطع ومكتوبة -حصلت عليها الجزيرة نت بشكل حصري- من القيادي البارز في التيار السلفي الجهادي محمد الشلبي "أبو سياف" تأكيدا من المقدسي على أنه أصدر رسالته السابقة بعيدا عن أي ضغوط، وهاجم مجددا تنظيم الدولة واتهمه ب"الكذب واللف والدوران وجاء في المقطع الأول للتسجيل تأخرنا كثيرا وصبرنا وأطلنا البال على أمل أن يكون فيهم (تنظيم الدولة) عقلاء يراعون ويرجعون إلى الحق، وأن يسمعوا من مشايخهم ولكن سبحان الله عندهم مماطلة عجيبة، وعندهم لف ودوران وكذب كثير، وصبرنا كان ليس خوفا من ألسنة علمائهم الذين عندنا في الأردن، نحن تعودنا على ألسنة هؤلاء ليس خوفا من هؤلاء، لكن كان عندنا أمل أن يكون لنا دور في الإصلاح بين الناس وبين المجاهدين وحقن لدماء المسلمين.. كنا نتمنى أن يكون لنا دور في هذا المجال، لأن هذا هو الأفضل وهذا الأمل وهذا الأصل في المؤمنين أن يخرجوا لما فيه خير للإسلام وأهله، ولكن للأسف ما استجابوا وما لبوا، وكما يقال "مكره أخوك لا بطل"، ليس مكرها كما قال هو إنني غصب عني أتكلم.. لا، ليست الأمور كذلك، أنا أتكلم باختياري وأتكلم عن بصيرة وعن نظر -بفضل الله عز وجل- كامل للواقع. عندي من المخلصين والثقات الذين ينورونني، وبفضل الله مطلع على الأحوال بتفاصيلها ولكن التأخير كان انتظارا لأجل مصلحة مرجوة، ولكن القوم ما استجابوا وماطلوا وراوغوا واضطررنا للبيان.. ووجدنا أن في السكوت بعد ذلك مداهنة وإقرارا للباطل وخذلانا لأهل الحق، خصوصا عندما رفضوا التحكيم، مع أننا نزلنا على شروطهم المتعنتة وشروطهم المصعبة وقلنا نبعث لكم من تنطبق عليه هذه الشروط ومع ذلك أبوا إلا التعنت وأبوا إلا الإصرار فصار علينا لزاما أن نقول كلمة الحق وأن ننحاز إلى أهل الحق، رضي من رضي وغضب من غضب. وهذا الذي سجل وأوهم الناس أنني أنا مضطر ومكره ولا أملك أمري، هؤلاء يترجون ويطلبون ألا نتكلم فأنا قلت لهم ما عدت أملك أمري يعني الأمور خرجت من يدي وانتهى الأمر خلاص.. يعني الأمور حسمت هذا مرادي، ولكن سبحان الله هؤلاء عندما لا يجدون من يناصرهم بكلام واضح يأتون بكلمات مبهمة ويتركون الكلام الجيد الواضح البين، ويأتون بمثل هذا الكلام. على كل حال أنا أقول هذه الصفحة نحن طويناه.ا وفي المقطع الثاني من التسجيل قال المقدسي الحمد لله أنتم تعرفون أننا لا نخاف في الله لومة لائم، ولو كنا نخاف في الله لومة لائم ما كلمناكم من هذا المكان. على كل حال هذه الصفحة طويناها بعدما ماطلونا وأخرونا إلى هذا الحد وكان عندنا أمل أن يستجيبوا.. نقول فلنطوِ هذه الصفحة بل فلنضع الكتاب كله على الرف، وننشغل بما فيه مصلحة ديننا ودعوتنا وجهادنا، وأنا أذكر إخواننا في الأردن بألا ينشغلوا أبدا في الدفاع عن شخصي الحقير، بل أن ينشغلوا بنصرة هذا الدين وهذه الدعوة ويتركوا خذلان هؤلاء القوم، هؤلاء المشاغبون طويلو اللسان سيئو الأخلاق الذين تعودنا فيهم على كل شر وعلى قلة الأدب. اتركوهم في حالهم، لا تنشغلوا معهم ولا تتنزلوا معهم، ولا تجعلوهم يجرونكم إلى سفاسف الأمور فإن الله عز وجل يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها، لا تنشغلوا معهم في هذا الأمر واستقبلوا شهر رمضان الكريم القادم بنصرة هذه الدعوة وإصلاح ذات البين وفي الإقبال على بعضكم البعض، وتعلموا دين الله ونصرة الحق وأهله واتركوا هؤلاء القوم ولن يضرونا إلا أذى، قد تعودنا على ألسنتهم وافترائهم، فأنا نصيحتي لإخواني أن يتركوهم ويهملوهم لأن معركتنا ليست مع هؤلاء، انتهينا منهم، بينا الموقف منهم والمراد منهم. وجاء في ختام التسجيل هؤلاء الطاعنون كم كانوا يترجوننا ألا نتكلم عن جماعتهم وتتبعهم وكم كانوا يقولون مشايخنا وشيوخنا ودرسوا علينا، والآن لما قلنا كلمة الحق بهتونا كما بهتت اليهود عبد الله بن سلام، فخرجت الأكاذيب والافتراءات، فأين هذه الأكاذيب والأقاويل عندكم عندما كنتم تأتوننا وتزوروننا، وشيخنا أبو محمد لماذا خرجت الآن لما خالفت أقوالنا أهواءكم؟ يأتي هذا البيان بعد الإختلافات و التناحرات التي تعيشها فصائل الجماعات الإسلامية المقاتلة بسوريا، خاصة ما تشهده الساحة من قتال بين مقاتلي الدولة الإسلامية بالعراق و الشام " داعش" و جبهة النصرة، و اتهام كل واحد منها بالخروج عن المنهج الذي يجب أن يتبع من أجل تحقيق دولة الإسلام.