أعلن اتحاد التجار والحرفيين أمس، عن تسجيل تراجع مرتقب ومحسوس في أسعار الخضر والفواكه بنسة 20 في المائة نهاية هذا الأسبوع، محذرا من العودة غير المسبوقة للأسواق الموازية، بعد أن تم إحصاء أزيد 200 نقطة بيع موازية عبر الولايات، بسبب تقصير مصالح البلديات في محاربة الظاهرة. طبع انتعاش التجارة الموازية رمضان هذا العام، بعد أن عاد التجار الموازون لاحتلال الأرصفة والساحات العمومية ومداخل الأحياء وأسفل العمارات لعرض سلع لا تخضع للرقابة، وتنوعت المواد التي يتم عرضها منذ بداية الشهر الفضيل بين مستلزمات مائدة رمضان من توابل وفواكه جافة وخضر وفواكه وعصائر تم تعبئتها في أكياس بلاستيكية، إلى اللحوم والبيض والزيوت بمختلف أنواعها، وقد استوقفت الظاهرة اتحاد التجار، لأنها جاءت بعد سلسلة إجراءات اتخذتها مصالح البلديات تحت إشراف وزارة الداخلية منذ حوالي سنتين للقضاء على الأسواق الموازية أو التجارة العشوائية، ودفعت بالتنظيم إلى القيام بعملية إحصائية، توجت بالوقوف على أكثر من 200 نقطة بيع موازية، سيتم على إثرها إرسال مقترحات لوزارتي الداخلية والتجارة، مع توجيه مراسلة خاصة إلى الوزير الأول عبد المالك سلال، للقضاء بشكل نهائي على الظاهرة، التي حمل الأمين العام للاتحاد الحاج طاهر بولنوار البلديات مسؤولية عودتها بقوة، بحجة التراخي في التعامل مع هذه الإشكالية. في حين تراوحت تجاوزات التجار الشرعيين في رمضان بين عدم احترام شروط حفظ المواد سريعة التلف، بسبب عدم استخدام أجهزة التبريد أو تخفيف درجة برودها لاقتصاد الكهرباء، إلى عرض مواد غذائية تحت أشعة الشمس وعرضة للغبار، خاصة التوابل والمواد الدسمة وحتى الخبز وبعض أصناف الحلويات التقليدية التي يكثر الطلب عليها في رمضان، وكذا المياه المعدنية والعصائر، التي ينص القانون على إلزامية وضعها في الثلاجة، فضلا عن بيع بعض المواد المغشوشة أو منتهية الصلاحية بالتنسيق مع تجار موازين، إلى جانب بيع اللحم المفروم دون احترام القانون، في في ظل انتشار ظواهر سلبية أخرى، وهي احتلال الأرصفة التي أضحى كثير منها امتدادا للمحلات التجارية، دون أن تحرك السلطات المحلية ساكنا، ويبرر ممثل اتحاد التجار هذه الممارسات بخشية التجار الشرعيين من استغلال المساحات المحيطة بهم من قبل التجار الموازين. وفيما يتعلق بوضعية السوق بعد مرور أربعة أيام من الشهر الفضيل، طمأن اتحاد التجار المستهلكين بأن تراجعا محسوسا في الأسعار تصل نسبته إلى غاية 20 في المائة سيتم تسجيله خلال نهاية الأسبوع، بسبب تراجع الإقبال على اقتناء ما يتعلق بمستلزمات رمضان، بعد تسجيل تهافت على الأسواق خلال الأيام القليلة التي سبقت بداية رمضان، وهي ظاهرة اعتاد عليها المواطنون بعد أن أصبحت من بين السمات اللصيقة برمضان، رغم حملات التوعية التي تم إطلاقها عبر وسائل الإعلام، ويؤكد "صالح صويلح" ممثل الجناح الثاني في اتحاد التجار، بأن الإقبال الواسع على اقتناء مختلف المواد الغذائية ساهم في رفع أسعارها بنسبة تراوحت ما بين 20 و30 في المائة، ويعتقد بولنوار، أن عملية الرقابة التي تقوم بها وزارة التجارة لن يكون لها أي جدوى، إذ لم يتم القضاء على الأسواق الموازية، التي أصبحت تنتعش لدى بعض التجار الشرعيين، الذين يوجهون السلع منتهية الصلاحية والفاسدة والمقلدة لتجار الأرصفة.