تجمهر حوالي 50 فلاحا أمس الأول أمام دائرة ڤمار بولاية الوادي، احتجاجا على إقدام مجهولين على حرق مضخات مزارعهم، التي تشتغل بالوقود، نظرا لتواجدها في قلب صحراء بلدية تغزوت، بمنطقة بئر لعشاش "المحيط الفلاحي الجديد"، البعيدة عن التجمعات السكنية، غير انهم لم يتمكنوا من مقابلة رئيس الدائرة الذي لم يكن موجودا في مقر عمله. تعود مجريات هذا الاعتداء حسب عدد من الفلاحين، الذين يتهمون مباشرة مربي الإبل بالوقوف وراءه، على خلفية قيامهم بتسييج مزارعهم بالأسلاك الشائكة، لمنع الإبل من دخولها، حتى لا تفسد المحاصيل، مما تسبب في نفوق العديد منها، وهو ما أثار حفيظة وسخط مربي الإبل، الذين احتجوا واشتكوا من ممارسات الفلاحين، ونصبهم للأسلاك الشائكة، وهذا ما دفع الفلاحين لتصويب اصابع الاتهام نحوهم، وتحميلهم مسؤولية حرق مضخاتهم، وهو ما يهدد استثماراتهم التي تفوق 20 مليار سنتيم، وبالأخص كون المزروعات في فصل الصيف لا تتحمل العطش اكثر من يومين او ثلاثة، وهو ما يهدد محصولهم في هذا الموسم بالتلف، بالأخص محصول بالبطاطا والفول السوداني وغيرهما من المزروعات. من جانبهم يشكو مربو الإبل، مما يصفونه "أساليب وحشية" يتبعها المزارعون لإلحاق الأذى بحيواناتهم، ومن ذلك ما اشارت إليه "الشروق" في عدد سابق حول شكوى موالي أميه لعشاش بالعرفجي ببلدية الرقيبة الوادي، من الاعتداءات المتكررة، على الإبل من قبل الفلاحين، الذين اتهموهم بالمعتدين على الأراضي الرعوية، باستعمال اسلاك شائكة مصنوعة محليا، أو ما يعرف ب"اللام"، ألحقت في أحد الحوادث مؤخرا، جروحا بليغة بعدد من رؤوس الإبل، وصلت لحد ظهور عظامها، وبتر أرجلها، كما أن العدد مرشح للارتفاع. الموالون المتضررون أفادوا يومها في تصريحات للشروق، أن الإصابات التي تلحق الإبل بسبب ذلك النوع من الأسلاك؛ خطيرة، وأنهم لنقص الإمكانيات، يتم علاجها باستعمال وسائل جد بدائية، كما لم تجد حلولا لبعضها سوى تحويلها، لجزاري الجهة لنحرها، وبيع لحومها لاستحالة علاجها نهائيا، بعد أن بترت أرجلها. هذه الوضعية خلفت غضبا لدى موالي الإبل، الذين اعتبروا الطريقة المستعملة بعيدة عن الرحمة والشفقة، وعدوها اعتداء على أرزاقهم، وتقدم المتضررون يومها بشكوى لوكيل الجمهورية بمحكمة ڤمار، الذي أمر بفتح تحقيق في ملابسات القضية، والقبض على المعتدين. ويتخوف مراقبون أن يتطور الأمر إلى فتنة بين المزارعين ومربي الإبل، ويرون ضرورة تدخل السلطات، لاحتواء الموضوع قبل أن يأخذ أبعادا خطيرة.