أضحت ثروة الإبل بولاية الوادي في الأشهر الأخيرة مهددة بالهلاك بسبب الجفاف الذي تعيشه صحراء الجهة الشرقية التي ترعى فيها مئات الإبل مقدّرة، بحسب إحصائيات رسمية، بما يزيد عن 50 ألف رأس، يعتمد الرعاة فيها على الكلأ الموجود في الصحراء في عملية تربيتهم لهذه الحيوانات الصحراوية أوضح بعض مربي الإبل على مستوى الشريط الحدودي بالوادي ل”الفجر” أن هذا الموسم يعد موسم قحط بالنسبة إليهم، وبات يهدد ثروتهم الحيوانية ما لم تتدخل السلطات الوصية لتقديم الدعم لمربي الإبل لإعانتهم للحفاظ على هذه الحيوانات التي أضحت في طريقها للانقراض بسبب اقتصارها على أماكن محددة دون غيرها. وأضحى الوضع المذكور يشكّل هاجسا حقيقيا بالنسبة لهؤلاء المربين، خاصة مع غياب الآبار الرعوية ونقاط المياه التي يلجأ إليها المربون من أجل توفير مياه الشرب لإبلهم في الصحراء. من جهة أخرى، تسبب إهمال بعض المربين لإبلهم في خلق مشاكل كبيرة بينهم وبين الفلاحين إذ غالبا ما تقع الخلافات بينهم حول الإبل التي تتسب في هلاك محاصيلهم الزراعية التي ينتظر الفلاح جنيها بفارغ الصبر. وفي هذا السياق، نشب في الأيام القليلة الماضية خلاف شديد بين أحد الفلاحين والمربين حول قطعان من الإبل تسللت ليلا إلى إحدى المزارع الفلاحية وأتلفت المحصول، فأقدم الفلاح على ذبح أحدها دون أن يبالي بصاحبها، الأمر الذي ولّد خلافات شديدة جعلتهما يمتثلان أمام المحكمة من أجل البت في قضيتهما. وأمام هذا الوضع ناشد مربو الإبل بولاية الوادي السلطات الولائية التدخل بغية إنقاذ ثروة الإبل من الزوال والاندثار، من خلال برمجة إنجاز آبار رعوية في الصحراء لضمان الماء على الأقل لهذه الإبل، مع السعي لاستحداث مراع صناعية من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة في الرعي بما يضمن حماية ثروة الإبل من الهلاك.