لازال الإعلام المصري العمومي والخاص منهمكا في حملة مسعورة على المقاومة في غزة. مقالات وبرامج حوارية ونشرات وتحليلات ابتعدت عن المهنية أو الحد الأدنى من الموضوعية في نقل أخبار وتطورات العدوان الإسرائيلي على غزة. سعى هذا الإعلام منذ 10 أيام إلى توجيه الرأي العام في مصر عن فظاعة الجرائم الإسرائيلية المرتكبة والإبادة الجماعية للأطفال والشيوخ والنساء في مدن وقرى القطاع، إلى حركة حماس ودورها في اقتحام السجون ودعم إخوان مصر وغيرها من "المهاترات". سب وشتم وتشف ولامبالاة ومنع للمساعدات.. سلوكات دخيلة على مصر العروبة دفعت بإعلاميين شرفاء إلى الترحم على أيام مبارك، تبرأوا من زملائهم واقسموا أنهم لا يمثلون إعلام مصر وإنما إعلام "السيسي". "القضية الفلسطينية"..ا لقضية المقدسة بإجماع عربي وإسلامي، تحولت في زمن "السيسي" إلى ورقة للضغط وتصفية الحسابات مع فصيل سياسي "إرهابي" -حسبهم-. وراحت غزة وأهلها قربانا لحسابات دولية مصلحية، وضاعت العروبة والقومية بين الإمارات ومصر وقطر وتركيا وإيران. نزلت الصدمات على الأمة العربية في شهر الصيام تباعا، وهي تشاهد الصور المروعة لجثث أطفال غارقة في الدماء وأخرى متفحمة، ثم وهي تتابع أخبار القصف على محطات وفضائيات تفننت في تكييف مضامين الأخبار حسب مصالحها وعلاقاتها وحساباتها لا حسب مصلحة الشعب الفلسطيني. وبعد أن هاجم الإعلام المصري "الخاص" فلسطينوغزة والمقاومة الفلسطينية بعبارات لا تمت للشعب المصري، وللعروبة بصلة، ظهرت مذيعة التلفزيون المصري الرسمي لتقول لأهالي غزة: "ما تموتوا وإحنا مالنا". ففي برنامج "صباح الخير يا مصر" الخميس، وعلى القناة الفضائية "الرسمية" علقت مذيعة مصرية تدعى "حكمت عبد الحميد" على العدوان الإسرائيلي على غزة بقولها: أن أهالي غزة يطالبون بفتح معبر رفح خوفا من الموت، بعيداً عن شعارات الشقيقة الكبرى اللي بقلكوا 4 سنوات قائمين بواجبها إحنا مالنا. وفي نفس البرنامج حملت حكمت "غزة" مسؤولية مقتل عدد من الجنود المصريين في رفح وقالت مخاطبة أهالي غزة من جديد "أطفالكم ليسوا أعز من جنودنا". من جهته كتب محمد زكي الشيمي، عضو التثقيف والتدريب في حزب المصريين الأحرار، كتب على صحيفة "دوت مصر" أن "عدونا الخارجي الآن ليس إسرائيل، بل الإخوان المسلمون وحماس و"داعش" وقطر وتركيا وكل من يدعم قيم التخلف والإرهاب بداخل مصر أو على حدودها أو يهدد استقرار الدول التي تملك فيها مصر مصالح كبيرة جدا". في المقابل، انتقد عضو حركة "صحفيون ضد الانقلاب" مجاهد مليجي استمرار التحريض الإعلامي المصري ضد حركة حماس وقطاع غزة، "لأنه سيؤدي إلى تأليب وتشنج الرأي العام المصري ضد الفلسطينيين بشكل سيكبد قطاع غزة ويلات جديدة". ووصف مليجي من يحرضون على المقاومة الفلسطينية في وسائل الإعلام المصرية والعربية ""الخونة الذين يدمرون العقل والوجدان العربي، وينحازون للاحتلال ضد أشقائهم في الدين واللغة"، معتبرا أن "النظام المصري شريك رئيسي في العدوان على غزة، خاصة أن إسرائيل تعتبر السيسي بطلها القومي، ومن هذا المنطلق لا بدّ أن يقوم الإعلام الموالي للنظام بتشويه المقاومة والتقليل من قدراتها العسكرية للتقليل من خيانة السيسي". وفي أمريكا الحليف الوفي لإسرائيل، خرج الإعلامي الأمريكي جون ستيوارت مهاجما الإعلام الأمريكي واتهمه بعد الموضوعية والانحياز لإسرائيل. وتم إجبار مراسلة "السي أن أن" ديانا ماغناي، على الانتقال من إسرائيل إلى موسكو بسبب تغريدة على "تويتر" تصف الإسرائيليين الذين يهللون لسقوط القنابل على غزة ب"الحثالة"، وتتحدث عن تهديدات تلقتها حين تغطيتها لفرحهم. ويأتي ذلك بعد نقل محطة "ن. بى. سى" للصحافي أيمن محيي الدين من غزة، وإرسال ريتشارد أنجل بدلا منه. وكان محيي الدين غطى بأدق التفاصيل قتل الأطفال الأربعة على شاطئ غزة، وكان شاهداً على العملية. وبررت المحطة الخطوة بأسباب "أمنية".