امتزجت مشاعر المصريين حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة بين التعاطف واللامبالاة، فريق حمل حركة المقاومة الفلسطينية حماس مسؤولية تدهور الأوضاع وسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى ويرى بأنها تدمر فلسطين كما فعلت حليفتها جماعة الإخوان في مصر، وآخر أعلن تضامنه وتعاطفه مع الشعب الفلسطيني. يكفي أن تتجول لساعة واحدة في الشارع المصري لترصد موقفه من الحرب التي تدور رحاها على الأراضي الفلسطينية، البعض أبدى لامبالاته بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد ورفع الأسعار بعد قرار السيسي برفع الدعم عن الطاقة، وأعرب عن امتعاضه من لوم البعض الإدارة والجيش المصري واتهامهما بالتخاذل في إنهاء الحرب، مؤكدين أن مصر في غنى عن الدخول في حرب جديدة مع إسرائيل، وأن جيشها منهك داخليا في مواجهة مظاهرات الإخوان شبه اليومية، وخارجيا في تأمين حدودها وأمنها القومي، ويرون أن ما يحدث في غزة تحصيل حاصل، لدعم حماس للإخوان في حربها ضد مصر. وفي المقابل، تجد فريقا ينطق بصوت العقل والضمير العربي رفض خلط الحابل والنابل وتوجيه أصابع الاتهام لحماس، وأبدوا تضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه رصاصات ودبابات الكيان الصهيوني بصدور عارية، وطالبوا المجتمع الدولي أن لا يقف عاجزا عن التصدي لهذه الممارسات، واتخاذ خطوات حقيقية لحماية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة. من جهته، انتقد مصطفى الكيلاني المسؤول الإداري السابق بحملة السيسي في محافظة السويس، هجوم بعض وسائل الإعلام على مصر وجيشها في ظل استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة، واتهم حماس بتأجيج وتأزيم الأوضاع قائلا ل “الخبر”: “هل مصر هي من فتح الباب للضرب واختطاف 3 مستوطنين شباب وقتلهم حتى دون التفاوض عليهم مثلما حدث مع جلعاد؟ وطبعا أنا لا أبرر هنا عدوان قوات الاحتلال، فتلك قوة تستحق الإبادة، وأنا شخص ناصري قومي عروبي، موقفي واضح من القضية الفلسطينية، وهي محور العروبة والدولة الفلسطينية من النهر إلى البحر، ولكن ليس معنى ذلك أن أستفز المحتل بعمليات ليس من ورائها أي طائل سوى خدمة ذلك المحتل”. وبرر الكيلاني حالة الغضب لدى بعض المصريين من حركة حماس وعدم تعاطفهم معها بالقول “الإخوان والحمساويون دمروا ما تأصل لدى الشعب المصري منذ سنين طويلة من عشق لفلسطين واعتبارها كلها حرماً مقدساً، ولنراجع تصريحات الحمساويين ضد الجيش المصري، ومن قبل ضد الجيش السوري والنظام الذي دعمهم ومنحهم السلاح والذخيرة والتمويل والثروات والأمان، كل هذا حتى يكونوا مع قطر، ونحن نعلم جيدا العلاقة القطرية الصهيونية”. وفي تعليقه على قرار السلطات المصرية بغلق معبر رفح، يقول محدثنا “المعبر مفتوح فقط لنقل الجرحى، وسيتم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات الجيش، وسيتم فتحه مع ورود جرحى جدد، وأنا شخصيا أرى أن ما يحصل في القطاع هدفه إعادة فتح المعبر لا أكثر”.