تشرع خلال الأيام المقبلة المساجد في القيام بحملة واسعة لتأطير وتكوين الحجاج، تحسبا لانطلاق موسم الحج، بالتزامن مع الحملة التي يستعد ديوان الحج والعمرة لإطلاقها بالتنسيق مع مختلف وسائل الإعلام. وأفاد المدير العام لديوان الحج والعمرة، بربارة الشيخ، ل "الشروق"، بأن موسم الحج لهذه السنة سيعرف تحسينات إضافية، وجديد هذا العام سيتمثل في تمكين الحجاج الجزائريين من المبيت في فنادق مباشرة بعد القيام برمي الجمرات بالمشاعر، فقد تمكن الديوان من تأجير 7400 سرير في فنادق قريبة من المشاعر، وبالضبط بالمنطقة المسماة محبس الجن، مما يعني بأن الحاج لن يضطر بداية من هذا الموسم إلى المبيت في العراء خلافا للمواسم السابقة، موضحا بأن الوفد الذي تنقل إلى البقاع المقدسة قام بإنهاء آخر اللمسات، من بينها الاتفاق مع ثلاث شركات للنقل التي ستتكفل بنقل الحجاج من المطارات إلى الفنادق، في حين تولى ممثل وزارة الصحة معاينة المستشفيات التي ستستقبل الحجاج الجزائريين للتكفل بهم في حال واجهوا مصاعب صحية، وهي عبارة عن أربعة مستشفيات تقع وسط العمائر إلى جانب المستشفى المركزي . كما يستعد ديوان الحج بالتنسيق مع مختلف وسائل الإعلام، من بينها الإعلام الثقيل، لإطلاق حملة تحسيسية واسعة تستهدف ضيوف الرحمان، وستشارك المساجد أيضا في هذه العملية، إذ ستنطلق هذه الأيام سلسلة من الدروس عبر كافة المساجد تتعلق بكيفية أداء مناسك الحج مع تلقين أحكامه وتطبيقاته، فضلا عن توجيه النصائح والإرشادات لتمكين الحجاج من أداء الركن الخامس من الإسلام دون إشكالات، خاصة بالنسبة إلى المسنين الذين عادة ما يواجهون بعض المصاعب، بسبب عدم إعدادهم بالشكل المناسب لأداء هذه الفريضة، سواء من قبل محيطهم أم الجهات التي ينبغي أن تتولى هذا المهمة. وستستعين العديد من المساجد بمجسمات خاصة بالكعبة ومقام إبراهيم في إعداد الدروس التطبيقية، وفق ما أعلن عنه رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول، الذي قال ل "الشروق" بأن المسجد الذي يشرف على تسييره وهو مسجد أبي عبيدة ببلدية باش جراح بالعاصمة، تعود سنويا على إقامة دورات تكوينية للحجاج مع الاستعانة بمجسمات، فضلا عن تنظيم دروس ما بين صلاتي المغرب والعشاء، وهي تستقطب الحجاج الذين فازوا في القرعة وغيرهم ممن يأملون في أن يسعفهم الحظ في زيارة البقاع المقدسة لإتمام الركن الخامس من الإسلام. كما سيشارك في هذه الحملة أطباء، سيقدمون للحجاج النصائح اللازمة التي ستجنبهم التعرض لمضاعفات، خصوصا بالنسبة إلى المصابين بأمراض مزمنة، على غرار الضغط الدموي والسكري. وانخرطت المساجد خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ في الإعداد لموسم الحج، بعد النقائص التي تم تسجيلها في مواسم سابقة، وأضحت الجهة الوحيدة تقريبا التي تعد الدروس النظرية والتطبيقية لفائدة ضيوف لرحمان، وهي تستعد مجددا لهذه المهمة بعد أن أنهت العملية التضامنية التي استمرت طيلة شهر رمضان، والتي تم اختتامها بتوزيع زكاة الفطر على المحتاجين والفقراء، علما أن العديد من الأسر اختارت تقديمها على شكل قوت، في حين تم إخراجها على شكل أموال بالنسبة إلى أسر أخرى، التزاما بتعليمة وزارة الشؤون الدينية التي تنص على إخراج زكاة الفطر نقدا.