تمكن الطلبة المحتجون من تلاميذ الأطوار النهائية لمختلف الشعب العلمية والأدبية من كسر قرار وزارة الداخلية القاضي بمنع المسيرات الاحتجاجية في العاصمة وقادوا بمآزرهم المدرسية مسيرة عفوية تجاوزوا فيها مختلف نقاط تمركز وحدات مكافحة الشغب، انطلاقا من مدارسهم باتجاه مقر وزارة التربية قبل أن يقرروا التوجه إلى مقر الوزارة الرئيسي بالمرادية. وبالرغم من التواجد المكثف لقوات مكافحة الشغب، إلا أن التلاميذ استطاعوا تجاوز نقاطهم مشيا على الأقدام في تجمعات ضخمة شاركهم فيها زملاؤهم من بقية الأطوار الأخرى وقادوا مسيرة احتجاجية من مقر وزارة التربية بالرويسو، حيث تجمع عدد كبير من التلاميذ من مختلف الثانويات والتحق بهم حتى أولئك الذين يتمدرسون في مناطق بعيدة مثل براقي، الكاليتوس، الدواودة، باش جراح .. وتعتبر مسيرة الطلبة، التي كانت عشوائية وعفوية في آن واحد، أول خرق لقانون وزارة الداخلية المانع لتنظيم مسيرات في العاصمة، وبالرغم من توقيفهم من التوغل باتجاه مقر ديوان وزارة التربية في المرادية، إلا أنهم حققوا رغبتهم في السير والتجمع واللقاء مع بعضهم في نقطة حددوها بمقام الشهيد، والملفت في الأمر أن التلاميذ عادوا أيضا جماعات ومشيا على الأقدام نحو مقر وزارة التربية في الرويسو، وكان الطلبة قد رفعوا من خلالها شعارات مختلفة اشتركت في نقطة واحدة، أهمها التخفيف من ضغط الدروس التي أنهكت تفكيرهم، دون شرح ولا حتى تمارين نظرا لكثافتها ولعدم استيعابهم لها. من جهة أخرى، وطيلة الساعات الأولى منع ممثلو الطلبة من الدخول إلى وزارة التربية، قبل أن يقرروا المغامرة بالسير مشيا على الأقدام باتجاه مقر إقامة بن بوزيد في المرادية، قبل أن تعرقل مسيرهم قوات الأمن، واستطاعوا بعدها أمام العدد الهائل منهم الإفلات من قوات الأمن، جماعات والهرولة باتجاه مقام الشهيد، حيث كان في انتظارهم مختلف تلاميذ مدارس بلديات بن عكنون، بلكور، الشراڤة، حيدرة .. والذين قدموا للتجمع أمام مقام الشهيد لانتظار زملائهم وقامت بدورها مختلف قوات الشغب بمنعهم من الوصول إلى المرادية، حيث قامت بتطويق جميع شوارع المدينة وتوقف التلاميذ لساعات أمام المقام منددين بوصف قضيتهم بالسياسية، وبأن هناك أطرافا تحاول استغلالهم، واصفين أنفسهم بالنضج وبأنهم يواجهون امتحانا مصيريا يتعلق بتأشيرة الوصول إلى الجامعة. هذا، وقد التقى ظهيرة أمس، ممثلو الطلبة بالأمين العام لوزارة التربية، والذي أكد لهم أن امتحان شهادة البكالوريا سيكون من البرنامج الذي درسوه وسيكون عاديا، وهي الإجراءات التي وصفها التلاميذ لنا بأنها انطلق العمل بها منذ بداية العام الدراسي، لكنها غير ناجعة، حيث تتخللها كثير من النقاط الغامضة، على غرار الإمتحانات التي أجروها والتي قيل لهم بأنها ستكون مماثلة لامتحانات شهادة البكالوريا، والتي وصفوها بالكارثية، كون الإجابة عن سؤال واحد في الفلسفة استغرق أكثر من أربع ساعات كاملة. فضيلة مختاري