منعت صباح أمس قوات مكافحة الشغب مسيرة كان ينوي الأطباء تنظيمها انطلاقا من مستشفى باشا الجامعي باتجاه مقر رئاسة الجمهورية بأعالي المرادية. حيث ترصدت لجموع المتظاهرين عند باب مستشفى باشا الجامعي بعد أن دخلت في مواجهات عنيفة مع المحتجين الذين أدى تدافعهم بالأيدي مع عناصر الأمن إلى سقوط مجموعة من الأطباء أرضا و إصابة اثنين منهم بجروح. دخلت أمس قوات مكافحة الشغب في مواجهات ''عنيفة'' مع ممارسي الصحة العمومية والأطباء الأخصائيين بعد محاولة هؤلاء اجتياز الحاجز الأمني الذي وضعته المصالح الأمنية بالمدخل الرئيسي لمستشفى مصطفى باشا الجامعي. وقد انطلقت مسيرة الأطباء التي شارك فيها الآلاف منهم ممثلين لمختلف ولايات الوسط في حدود الساعة منصف النهار حيث ساروا من داخل المستشفى إلى غاية المدخل الرئيسي له، حيث كان بانتظارهم حشد كبير من قوات مكافحة الشغب. وقد دخل المحتجون في تدافع مع قوات الأمن دام أكثر من نصف ساعة تمكنت خلاله مجموعة من المحتجين عددها 15 طبيبا من اجتياز الحاجز الأمني بمترين أو ثلاثة ودخلوا في مواجهات وتدافع بالأيدي مع قوات الأمن مما تسبب في سقوطهم على الأرض وإصابة طبيبن بجروح، إلى جانب رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين، الدكتور يوسفى، الذي أغمي عليه بعد دفعه من طرف قوات الأمن. وكذا الشأن بالنسبة لقوات مكافحة الشغب الذين سقط البعض منهم، ولم تتمكن قوات مكافحة الشغب من إعادة إرجاع المحتجين إدراجهم إلا بعد جرجرتهم أرضا لتمسكهم بالبقاء في الخارج. ودام الشد والجذب بين الطرفين طويلا من الساعة 12 و30 دقيقة إلى غاية الساعة 13 و10دقائق، مما تطلب استدعاء التعزيزات الأمنية. كما قامت قوات الأمن باحتجاز طبيبين أخلي فيما بعد سبيلهما. وقامت مصالح الأمن بعدها بالتفاوض مع ممثلي النقابة لتهدئة الوضع ليتم إنهاء الاحتجاج بعد ذلك في حدود الساعة 14 و10 دقائق. وردد المحتجون شعارات مثل ''نحن ممارسون ولسنا إرهابيين'' و''جيش شعب معاك يا طبيب''. كما قام المحتجون بترديد أناشيد وطنية ك''قسما'' و''من جبالنا''، وحملوا بطاقات حمراء تعبيرا منهم عن أن الصحة في خطر. وقد أوضح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، إلياس مرابط، أن الممارسين والأطباء الأخصائيين سيواصلون حركتهم الاحتجاجية إذ سيتم التجمهر الأربعاء المقبل أمام مقر وزارة الصحة، والأربعاء الذي يليه أمام الوزارة الأولى، والأربعاء الأخير أمام رئاسة الجمهورية، علما حسبه أن الولايات الكبرى كانت أيضا على موعد مع هذه الاحتجاجات اليوم، حيث خرج الممارسون في شرق وغرب وجنوب البلاد في مسيرات مماثلة من المستشفيات المركزية باتجاه مقرات الولايات لكل من قسنطينةوهران ورفلة وعنابة. من جهته قال الدكتور يوسفي، رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين، أن الإضراب سيتواصل. كما ستتم إعادة النظر في الحد الأدنى من الخدمات في انتظار تحرك الحكومة. وقال رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين، محمد يوسفي، إن النقابة تلقت مراسلة من الوزير بركات من أجل تعيين ممثلين عنهم لمباشرة المفاوضات حول نظام التعويضات، إلا أن النقابة رفضت الاستجابة مؤكدا أنها مجرد مناورة لمنع المسيرة. أساتذة الطب يلمحون إلى الانضمام للإضراب من جهة أخرى أعربت نقابة أساتذة الطب تضامنها مع الممارسين وأكدت، حسب ما أفاد به الدكتور إلياس مرابط أمس، أنها تبحث عن صيغة لمساندة الأطباء في حركتهم الاحتجاجية، وسيعمل انضمام هذه الفئة من عمال القطاع الصحي على شل القطاع ودخوله منعرجا خطيرا في حال عدم تدخل السلطات سريعا.