شهدت العاصمة أمس، لليوم الثاني على التوالي تكثيف الحواجز الأمنية ونزولا مكثفا لقوات مكافحة الشغب التي طوقت معظم الشوارع المؤدية إلى كل من مقر وزارة التربية في الرويسو والمقر الرئيسي في المرادية، فيما استمر الإحتجاج السلمي لطلبة الأقسام النهائية عبر تغيير نقاط تجمعهم إلى محطات أخرى. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني ''للشروق اليومي'' أنه منع عليهم استعمال الهراوات أو الضرب ضد التلاميذ خوفا من انفلات الأمر وأكد أنه لم يتم حجز أي طالب على مستوى ولاية الجزائر، بالرغم من حدوث بعض المشادات التي حاول فيها التلاميذ المرور بالقوة إلى المقر الرئيسي لوزارة التربية بالعاصمة، لكن من جهة أخرى. أكد الطلبة أن عناصر الأمن أوقفت أربعة طلبة بين أمس واليوم، حاولوا الإقتراب من المقر الرئيسي لوزارة التريبة، تعامل أجهزة الأمن مع الطلبة كان بغاية الحذر مثلما قابله التلاميذ بنوع من النضج الحضاري وامتناعهم عن مواجهة قوات الأمن، حيث كانوا يسيرون جماعات جماعات وهم يمسكون أيادي بعضهم واستطاعوا بذلك تخطي بعض نقاط الحواجز الأمنية، ورددوا الشعارات التي أرادوا إسماعها وتجنبوا في كثير من الأحيان الدخول في مشادات مع الطلبة. هذا، وقد استعمل بعض عناصر الأمن إطلاق النار في الهواء لتفرقة المتظاهرين، وأكد عون أمن ''للشروق اليومي'' أنهم تلقوا أوامر بعدم استعمال القوة معهم والمحافظة على قانون منع المسيرات في العاصمة، وأكد أيضا أن الطلبة بدورهم لم يستعملوا الشغب في مسيراتهم". من جهة أخرى، أكد عون أمن آخر أن مسيرات الطلبة في العاصمة تخللها لليوم الثاني دخول بعض العناصر المشاغبة التي ليس لها علاقة بالمدارس وقاموا بسرقة هواتف الطلبة، وهو ما سجلناه طيلة اليومين الأخيرين في مسيرات الطلبة. من جهة أخرى، اشتكت بعض الطالبات من المعاكسات التي تطالهن داخل المسيرة من قبل أشخاص غرباء عن المدارس وعدم تدخل الأمن لمنعهم من الإقتراب منهم، وبالموازة مع ذلك عرف اليوم الثاني من مسيرات الطلبة توافد كثير من الطلبة الآخرين ممن فضلوا أمس، الإعتصام داخل أقسامهم، وبالنظر إلى الكم الهائل من عددهم شهدت معظم شوارع العاصمة أمس، توافدا كبيرا لقوات الأمن ونزولها إلى الشوارع في محاولة لمنع وصولهم إلى المقر الرئيسي بالمرادية، كما طوقت عناصر الأمن معظم الثانويات النشطة والتي انطلقت منها شرارة الغضب، لاسيما منها المتمركزة في بلديات القبة، باش جراح، براقي، بلكور.. وكذلك الأمر بالنسبة لأكاديمية الجزائر، وتجنب أفراد الأمن استعمال العصي أو الضرب ضد بعض التلاميذ المشاغبين، ممن حاولوا بالقوة تحدي الحواجز الأمنية المؤدية إلى المقر الرئيسي بالعاصمة. هذا، وقد استعملت قوات الأمن حافلات خاصة لنقلهم وإعادتهم إلى مدارسهم، على غرار ما حدث مع طلبة القبة في مقام الشهيد. وباستعمالهم السلمي كانت فرق الأمن وقوات مكافحة الشغب تسير جنبا إلى جنب مع التلاميذ وهم في مسيراتهم بمعظم شوارع العاصمة ليختار هؤلاء مكانا آخر يكون أكثر اتساعا مغيرين فجأة نقطة تجمعهم من مقام الشهيد إلى مقر البريد المركزي. فضيلة مختاري/ زين العابدين جبارة