تتواصل أشغال قمة الولاياتالمتحدةالأمريكية الإفريقية، لليوم الثاني على التوالي، بمشاركة الوزير الأول عبد المالك سلال الذي كلفه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لحضور القمة مرفوقا بكل من وزير الطاقة يوسف يوسفي ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. وتتميز القمة في يومها الثاني بعقد منتدى اقتصادي الذي يستقبل 300 مشارك من عالم الأعمال والشخصيات من الولاياتالمتحدةالأمريكية والقارة السمراء من بينهم رجال أعمال جزائريين، حيث يخصص لبحث قضايا التجارة والاستثمار، وسط تأكيد واشنطن أن هذا الموعد سيكون فرصة للتفاعل والتبادل وكذا إبراز مقاربات المنفعة المتبادلة. وسيحضر هذا المنتدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي حرص على التفاعل مباشرة مع القادة والفاعلين الاقتصاديين الأفارقة الذين سيستعرضون مؤهلات القارة السمراء التي تستقطب اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث أكد في هذا السياق كاتب الدولة الأمريكية للخارجية جون كيري أن بلاده تريد وبدون أية عقدة العمل بجهد لتتمكن الشركات الأمريكية من الاستثمار في افريقيا. من جهتها صرحت وزيرة التجارة الأمريكية، بيني بريتزكر، بأن اتفاقيات تجارية تقدر بحوالي 900 مليون دولار أمريكي سيجري الإعلان عنها بشكل رسمي خلال القمة، وهو ما يعكس الصبغة الاقتصادية القوية للقمة وعزم واشنطن على وضع أسس شراكة مع إفريقيا وتحديد الشركاء التجاريين الجدد داخل القارة، كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية واعية بالإمكانيات والثروات التي تتوفر عليها القارة لاسيما في ظل الأرقام التي تشير إلى أن 10 دول إفريقية على الأقل تحقق أسرع نمو في العالم. وفي إطار مشاركته في القمة الأمريكية الإفريقية الأولى من نوعها، يلتقي الوزير الأول عبد المالك سلال بالعديد من المسؤولين الأمريكيين السامين عن قطاعي النفط والتجارة. كما يتضمن برنامج نشاطات سلال عدة لقاءات، بحيث سيلتقي هذا الخميس مع كل من كاتب الدولة الأمريكي للطاقة ايرنست مونيز الذي قام بزيارة للجزائر في شهر يونيو الفارط ومع آل والكر الرئيس المدير العام للمجمع البترولي الأمريكي "أناداركو" الذي يستغل بالشراكة مع سوناطراك الحقول الهامة لحوض بركين بإيليزي. من جهة أخرى، سيلتقي الوزير الأول بجيفري ايملت الرئيس المدير العام لشركة "جنرال الكتريك" التي فازت سنة 2013 بعقد قيمته 2ر2 مليار دولار لإنجاز ست محطات لتوليد الكهرباء و مركب خاص لإنتاج العنفات الغازية. كما سيتحادث سلال مع الرؤساء المدراء العامين لشركات "أ جي سي أو" و "بروداكت أند شيميكلز" و "فاريان" وكذا مع كاتبة الدولة الأمريكية للتجارة بيني بريتزكر. وسيشارك سلال هذا الأربعاء في القمة السياسية التي ستجمع رؤساء الوفود الإفريقية والرئيس أوباما وسيقدم ممثل رئيس الجمهورية مداخلة خلال الدورة الثانية لهذه القمة تخصص للسلم والأمن الإقليميين. وكان الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية عبد القادر مساهل أكد أهمية هذه القمة في إحداث تقارب بين أمريكا والقارة السمراء موضحا أن الجزائر ستتقدم بجملة من المقترحات في أغلب القضايا المطروحة خلال القمة وفي مقدمتها قضايا الأمن والسلم التي تعد –حسبه- مهمة جدا بالنسبة للتنمية في القارة الإفريقية . وأضاف مساهل أنه سيتم عرض تجربة الجزائر في مجال المصالحة وكذا مساهمتها الفعالة في حل بعض النزاعات على مستوى القارة السمراء . كما أوضح الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية أن ورقة عمل الجزائر خلال القمة ستكون لتقديم مقترحات أخرى بشأن الحكم الراشد في إطار آلية التقييم من قبل النظراء، حيث قدمت الجزائر سابقا تقارير مفصلة بهذا الشأن وكانت تجربة فريدة من نوعها. ويشار إلى أن هذه الدورة ستتناول المسائل المتعلقة بالأمن الإقليمي كما ستدرس المقاربات الجديدة الكفيلة بمواجهة تحديات حفظ السلم في القارة الإفريقية.