غابت الجزائر عن حفل افتتاح تظاهرة دمشق عاصمة الثقافة العربية، سواء بغياب وزيرة الثقافة عن المنصة الرسمية والتي كان من المفروض أن تسلم مشعل التظاهرة الى الدكتورة حنان قصاب حسن رئيسة مجلس ادارة الامانة العامة للاحتفالية. الحفل الرسمي لافتتاح تظاهرة دمشق عاصمة الثقافة العربية الذي اشرف عليه الرئيس السوري بشار الاسد، كما حضره الرئيس التركي والامير القطرى وعقيلته وعدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية العربية، كلماته الرسمية التي ألقيت على المنصة الرسمية لم تشر من قريب ولا من بعيد الى تظاهرة الجزائر، بالرغم من انها كانت قد اعلنت ان تظاهرة الجزائر كانت افضل طبعة من الطبعات الاحدى عشر السابقة، وأكدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ذلك في كتاب قدمته اثناء الاجتماع الاستثاني لوزراء الثقافة العرب المنعقد بالجزائر مؤخرا. وزيرة الثقافة المغربية دخلت على خط تهميش الجزائر من التظاهرة عندما اكدت في تصريح أن دمشق عاصمة الثقافة والحضارة العربية الدائمة وليس فى عام 2008 فحسب. معتبرة ان الدراما السورية عالجت موضوعات عديدة وتحدثت عن العديد من الرموز الثقافية والفكرية فى المغرب العربى. وهو التصريح الذي تداولته وسائل الاعلام السورية مبرزة اياه، وإن كان التصريح دبلوماسيا مجاملاتيا الا انه تضمن رسائل سياسية مهمة، اولها تجاوز محطة الجزائر التي اشادت بها دون ان تلتفت الى وزيرة الثقافة الجزائرية باعتبار ان الجزائر هي المحطة التي سبقت دمشق احتضان عاصمة الثقافة العربية. رئيس مجلس امناء مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري عبد العزيز سعود البابطين من جهته عتبر ان هذه التظاهرة لها اهمية كبرى، كون دمشق العاصمة العربية الوحيدة التي مازالت تهتم باللغة العربية، دون ان يتوقف عند انجازات سنة الجزائر. اما غسان مطر، امين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين، فقد اكد ان هذا الحدث مناسبة جديدة نستطيع من خلالها ان نضيء كل ما تلكأنا عن اضاءته منذ عشرات السنين من عمرنا العربي، دون ادنى اشارة الى المحطة التي سبقت دمشق. ان هذا التهميش يؤكد الهوة السحيقة بين الخطاب الرسمي الذي نتداوله داخليا والمكانة التي يضعنا فيها الآخرون خارج الحدود، اضافة الى الدور الذي يمكن ان تقوم به الآلية الدبلوماسية والاعلامية في الارتقاء بمكانة الثقافة الجزائرية في العالم، وإذا لم نتمكن من الحصول على موقع في العالم العربي فكيف نحلم بمكانة في العالم الغربي، فهل يعقل ان لا يتذكر احد الجزائر في مثل هذه المناسبات. حسام. م