شنت قوات الأمن مساء الأربعاء إلى الخميس، عملية تمشيط واسعة، شملت شرق العاصمة، هدفها تأمين مطار هواري بومدين الدولي، وذلك بمشاركة أفراد جميع مقاطعات أمن ولاية الجزائر، والكتائب الإقليمية للمجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة. وقد شهدت منطقة الشراربة المحاذية للجهة الخلفية، لمدرج الطائرات، والواقعة على بعد 18 كلم من وسط العاصمة، عمليات تفتيش شملت مختلف المنازل والسكنات مع التركيز على المستودعات. وحسب مصادر أمنية، شاركت في هذه العملية الأمنية، فإنها مست حتى منازل بعض العائلات التي ينتمي أبناؤها إلى مصالح الأمن، إضافة إلى تفتيش منازل بعض المستفيدين من المصالحة الوطنية، خاصة بعد ما أشيع في الآونة الأخيرة عن إعادة انضمام بعض المسلحين التائبين إلى معسكرات التدريب التابعة لتنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، في حين اشارت مصادر غير مؤكدة من اوساط سكان بلدية الشررابة إلى اختفاء 14 شابا من بينهم تائبين، يرجح التحاقهم بصفوف التنظيم المسلح. وقد امتدت العملية، الأولى من نوعها منذ سنوات، من الساعة الثامنة ليلا من يوم الأربعاء، لتستمر إلى غاية منتصف نهار يوم الخميس الموالي، وذلك بمشاركة أفراد الشرطة، والحرس البلدي، الدرك الوطني، والقوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، حيث تم تطويق المنطقة بحوالي 100 سيارة شرطة و100 أخرى للدرك الوطني، إضافة إلى المعدات الحربية للجيش، مع استعمال الكلاب البوليسية والمروحيات التي حلقت في سماء المنطقة المجاورة للمطار. وحسب مصادر مسؤولة بأمن ولاية الجزائر، فإن هذه العملية تندرج ضمن الإستراتيجية الأمنية الجديدة لتأمين الجزائر العاصمة بعد الاعتداءات الأخيرة، وذلك تحسبا لأي نشاط أو إعتداء لعناصر "القاعدة" بالمنطقة التي عُرفت خلال سنوات التسعينات بتمركز تنظيمات إرهابية علاوة على ضمها لأمراء وأفراد شكلوا خطرا على الأمن العام. كما أكدت مصادر مسؤولة بالمديرية العامة للأمن الوطني، أن مثل هذه العمليات ستتواصل ويتم تنفيذها بانتظام عبر جميع المناطق المشبوهة بالعاصمة وضواحيها بهدف تشديد الخناق على بقايا الجماعات الإرهابية. ريم.أ