للمرة الثانية على التوالي يعيش الجزائريون على التماس في كأس أمم افريقيا يتابعون "مونديالا أسودا" تغيب عنه اللمسة والنفس الجزائري رغم أن المنافسة فيها 16 فريقا من كل أرجاء وزوايا القارة السمراء.. وبالرغم من أن الجزائريين وجدوا عموما صعوبة في متابعة اللقاءات على المباشر لأن اليتيمة لا تقدم إلا القليل من المباريات، بينما مازالت آرتي تبحث عن مشتركين إضافيين، وبقي الحل هو التعريج نحو (أورو سبور) التي سجنت الجزائريين بمبارياتها الافريقية المفرنسة وهو حل لمتابعة ماتوصلت إليه الكرة الافريقية بعيدا عن الجزائريين الذين تدهورت أحوالهم الكروية، رغم أن تعليقات الجزائريين هذه الأيام نست السياسة ومشاكل طلبة البكالوريا ومشكلة الخبز واستقرت على الكرة الافريقية. "أورو سبور".. والمقاهي تميزت بدايات أمم افريقيا بغانا بالجو المناخي المعتدل في الجزائر وتوقيت المباريات يساعد عموم الجزائريين خاصة أن الدول العربية مثل مصر وتونس لعبت على الساعة السادسة مساء، وكل هذه الظروف جعلت قاعات الشاي والمقاهي تقدم المباريات حيث عادت تجمع الشباب وحتى الكهول حول فنجان القهوة أو زجاجة المشروبات الغازية، وطبعا الأعين تحملق نحو شاشات التلفزيون، وإذا كان الجميع يتحسر على غياب الجزائريين فإن الإجماع أصبح شاملا كون كرتنا متدهورة فعلا مقارنة بالمستوى الرفيع المتقدم خلال المباريات الأولى فيما بالك بالأدوار المتقدمة، ولم تتوقف جموع الشباب التي تؤم المقاهي عند التمتع بالأداء فقط وإنما تحولت بعضها إلى أشبه بملاعب ومدرجات تستمع فيها للصيحات والآهات وكل فريق يناصر جهة دون أخرى ولاعب دون آخر وتسلب كالعادة المنتخبات الكبرى مثل الكاميرون ونيجيريا والمغرب ألباب كثيرين، إضافة إلى النجوم الكبار مثل سامويل إيتو ودروغبا، والأكيد أن مباريات كأس أمم افريقيا ستؤثر على مباريات البطولة ولو نسبيا من حيث الحضور الجماهيري، والدليل على ذلك أن معظم الأقسام الرياضية للجرائد اليومية وحتى الرياضية قلصت من أخبار الكرة الجزائرية التي بلغ مستواها الحضيض وتركت حيزا واسعا لما يحدث حاليا في غانا وهذا دليل على أن الكأس يشرب منها حاليا كل محبي كرة القدم من الجزائريين وعددهم كبير جدا. حساسيات.. وتشجيعات لا نظن بأن هناك من الجزائريين من تنقل خصيصا إلى غانا لمتابعة بطولة أمم افريقيا كما يفعلون في كأس العالم وحتى كأس أوربا رغم غياب الجزائر، لكن المؤكد أن المتابعة التلفزيونية طاغية جدا هذه الأيام، ولأن النسوة سيحرمن من المسلسلات العربية والمنوعات فهن مجبرات وأحيانا برضاهن على متابعة مباريات الكرة لأن "البرابول" لن تكون له وجهة إلا قناة آرتي أو الأرضية الجزائرية أو "أورو سبور".. وينسى بعض الجزائريين أنفسهم إلى درجة أنهم يتقمصون ألوان بعض الفرق ويتحدثون وكأنهم ينتمون إلى بلدان هذه الفرق، فتبدأ المراهنة على فوز الكاميرون أمام مصر أو قلب كفة الهزيمة في الشوط الثاني رغم أن الشوط الأول انتهى بثلاثية نظيفة للفراعنة، ومازال الجزائريون يميلون لمنتخب الكاميرون منذ أن أبهر العالم في مونديال إيطاليا بنجمه الكبير روجي ميلا ،حيث أصبح الكاميرون أقرب المنتخبات لقلوب الجزائريين، كما أن التاريخ لا يشهد على مباريات مكهربة مابين الكاميرون والجزائر ماعدا مباراة النصف النهائية القوية مابين الكاميرون والجزائر عام 1984 بكوت ديفوار والتي انتهت بالتعادل السلبي وتأهل الكاميرون للنهائي بضربات الترجيح حقق فيها روجي ميلا هدفا وأضاع القائد ڤندوز ضربة طارت فوق مرمى أنطوان بيل، وحساسية الجزائريين للمنتخب المصري الشقيق مازالت في عالم كرة القدم.. والأكيد أن قلوب الجزائريين سيتغير خفقانها مع نهايات المباريات الأولى من الدور الأول لأن فرقا جديدة ستبرز ولاعبين جدد أيضا وسيجبرون القلوب على الخفقان مع الإبداع. ب. عيسى